لقدْ كان رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ حريصاً على أنْ يعلّمَ أمّتهِ أحكامِ دينهم ودنياهم، ومنَ الأحكامِ الّتي علّمها وبيّنها للصّحابةِ أحكام اللّباسِ والزّينة، فبيّنَ لهمْ أحكامها، نواهيها وآدابها، ومنْ سننِ اللّباس الّتي بيّنها عليه الصّلاة والسّلامُ الانتعال بدءاً باليمين، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ الله في الصّحيحِ: ((حدّثنا عبدُ الرّحمنِ بنُ سلّامٍ الجُمحيّ، حدّثنا الرّبيعُ بنُ مسلمٍ، عنْ محمّد ـ يعني ابنُ زيادٍ ـ عنْ أبي هريرةَ ، أنّ رسولَ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “إذا انتعلَ أحدُكمْ فليبدأ باليمنى، وإذا خلعَ فليبدأ بالشّمال، وليُنْعِلْهما جميعاً، أو ليخلعهما جميعاً”)). رقمُ الحديث: 67/2097.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ اللّباسِ والزّينةِ، بابُ: (استحبابُ لبس النّعلِ باليمنى أولاً)، والحديثُ جاء منْ طريقِ الصّحابيّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، منْ أكثرِ الصّحابة روايةً للحديثِ النّبويِّ الشّريفِ، أمّا بقيّةُ رجالِ سند الحديث:
- عبدُ الرّحمنِ بنُ سلّامٍ: وهوَ أبو حربٍ، عبدُ الرّحمنِ بنُ سلّامِ بنِ عبيدِ الله الجُمحيّ (ت: 231هـ)، وهوَ منْ ثقات رواية الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- الرّبيعُ بنُ مسلمٍ: وهوَ أبو بكرٍ، الرّبيعُ بنُ مسلمٍ القرشيُّ (ت: 167هـ)، وهوَ منْ ثقات المحدّثينَ من أتباع التّابعينَ.
- محمّدُ بنُ زيادٍ: وهوَ أبو الحارثِ، محمّدُ بنُ زيادٍ القرشيُّ، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقات في رواية الحديث.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى أدبٍ منْ آداب اللّباسِ والزّينةِ، وهوَ البدءُ باليمينِ في اللّباسِ والبدء بالشّمالِ في الخلعِ، وقدْ كانَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ يبدأ باليمينِ في كلِّ لباسه منْ باب التّيمّن والبركةِ، وقدْ ذهبَ أهلُ العلمِ إلى استحباب ذلكَ في اللّباسِ والزّينةِ والصّدقةِ والحلقِ كما هو التّيمّن في الأكلِ والشّربِ، واستحبابُ البدءِ في الشّمالِ في ما يخالفُ ذلكَ كخلعِ الملابسِ والأحذيةِ وغيرِ ذلكَ، كما جاءَ بالحديثِ إشارةُ إلى النّهي أنْ يلبسَ أحدهما أو يخلعها كأنْ يلبسَ حذاءً دونَ الآخرِ لما في ذلكَ مخالفةً للوقار ومنْ بابِ الحفاظِ على الإنسانِ منَ التّعسرِ في المشيِّ وهوَ منْ باب الوقارِ، واللهُ تعالى أعلمُ.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- استحبابُ البدءِ باليمينِ في اللّباسِ والزّينةِ كالانتعال.
- استحبابُ الخلعِ بالشّمالِ.