لقدْ شرعَ الإسلامُ العبادات على المسلمِ ليتقرّبَ بها ويستسلمَ لله تعالى بها، وقدْ بنيَ الإسلامُ على خمسٍ ومنها الصّيامُ، ولقدْ كانَ للصّيامُ منَ الفضلِ على المسلمِ في إظهارِ معاني العبوديّة لله تعالى وسنعرضُ حديثاً في فضلِ الصّيامِ.
الحديث الشريف
أوردَ الإمامُ مسلمٌ رحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((وحدّثني حرملةُ بنُ يحيى التّجيبيُّ، أخبرنا ابنُ وهبٍ، أخبرني يونسُ، عنِ ابنِ شهابٍ، أخبرني سعيدُ بنُ البمسيّبِ، أنّهُ سمعَ أبا هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ يقولُ: “قال الله عزّ وجلَّ: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلّا الصّيامَ، هو لي، وأنا أجزي به، فوالّذي نفسُ محمّدٍ بيدهِ، لخُلْفةُ فمِ الصّائمِ؛ أطيبُ عندَ اللهِ منْ ريحِ المسكِ“)). رقمُ الحديث: 161/1151.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ النّبويُّ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الصّيامِ، بابُ: (فضلُ الصّيامِ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، وهوَ منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ الشّريفِ، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:
- حرملةُ بنُ يحيى: وهو أبو حفصٍ، حرملةُ بنُ يحيى بنِ عبدِ اللهِ التّجيبيُّ (160ـ243هـ)، وهوَ من ثقات الرّواية للحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- ابنُ وهبٍ: وهوَ أبو محمّدٍ، عبدُ الله بنُ وهبِ بنِ مسلمٍ القرشيُّ (125ـ197هـ)، وهوَ منْ محدّثي الحديثِ الثّقاتِ منْ تبعِ الأتباع.
- يونسُ: وهوَ أبو يزيدَ، يونسُ بنُ يزيدَ بنِ أبي النّجادِ القرشيُّ (ت: 159هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّواية للحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
- ابنُ شهابٍ: وهو أبو بكرٍ، محمّدُ بنُ مسلمٍ الزّهريُّ (50ـ125هـ)، منْ أفاضلِ ثقات التّابعينَ في رواية الحديثِ.
- سعيدُ بنُ المسيّبِ: وهوَ أبو محمّدٍ، سعيدُ بن المسيّبِ بنِ حزنٍ القرشيُّ (ت: 90هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديثِ عنِ الصّحابةِ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ النّبويُّ المذكورُ إلى فضلِ عبادةٍ منْ عباداتِ الإسلامِ وهي الصّيامُ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ فيما يرويه عنْ ربّهِ أنّ كلَّ عباداتِ الإسلامِ للمسلمِ إلّا الصّومَ فإنّهُ له، وقدْ ذكرَ كثيرٌ من أهل العلمِ في المقصودِ في ذلكَ أقوالٌ منها: أنّ الأممَ السّابقةَ لمْ تعتكفْ لغيرهِ بالصّومِ إلى ما كانوا يشركونَ به كالصّلاة والذّبحِ وغيرها، وقيلَ أنَّ الابتعاد والاستغناء عنِ الاكلِ والشّربِ منْ صفاتِ الله عزّ وجلَّ، وقيلَ أيضاً أنَّ الصّوم لا يعلم خفاياهُ إلّا الله عزّ وجلَّ، وكلّها تشيرُ إلى فضلِ الصّومِ ومنزلةُ الصّائمِ عندَ اللهِ.
ما يرشد إليه الحديث
من الفوائدِ منَ الحديث:
- فضلُ الصّومِ عندَ اللهِ تعالى.
- عبادات المسلم له إلّا الصّومَ فإنَه لله.