حديث في ما يدخل الجنة ويبعد عن النار

اقرأ في هذا المقال


لقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ عقيدتنا بكلِّ أركانها، ووضّحَ في كثيرٍ منَ الشّواهدِ العقيدةَ بالإسلامِ والإيمانِ وأركانهما، وما يدخلُ الجنّةَ وما يدخلُ النّارَ منَ الأعمالِ، وإنَّ الإيمانَ ما رسخَ في القلبِ وصدّقهُ اللّسان وثبّتهُ العملُ، وسنعرضُ حديثاً في الإيمانِ الّذي يدخلُ الجنّة.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا يحيى بنُ يحيى التّميميُّ، أخبرنا أبو الأحوصِ ح أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، حدّثنا أبو الأحوصِ، عنْ أبي إسحاقَ عنْ موسى بنِ طلحةَ، عنْ أبي أيّوبَ قال: جاءَ رجلٌ إلى النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، فقال: دلّني على عملٍ أعملهُ، يُدْنيني منَ الجنّةِ ويباعدني منَ النّارِ. قال: “تعبدُ اللهَ لا تشركْ بي شيئاً، وتقيمُ الصّلاةَ وتؤتي الزّكاةَ وتصلُ ذا رحمكَ”. فلمّا أدْبرَ، قال رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “إنْ تمسّكَ بما أمِرَ بهِ دخلَ الجنّةَ”)). رقمُ الحديث:14.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيح في كتابِ الإيمانِ، بابُ الإيمانُ الّذي يُدخَلُ بهِ الجنّة، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي أيّوبٍ الأنصاريِّ رضي اللهُ عنهُ، وهوَ خالدُ بنُ زيدِ بنِ كلابٍ الأنصاريُّ، منَ الصّحابةِ المكثرينَ في الحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، وبقيّةُ سندِ الحديث:

  • يحيى بنُ يحيى: وهوَ يحيى بنُ يحيى بنِ بكرٍ النّيسابوريُّ (142ـ226هـ)، ريحانةُ نيسابورَ لقبهُ، وهوَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديث.
  • أبو إسحاقَ: وهوَ عمرو بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبيدٍ السّبيعيُّ (29ـ129هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقاتِ منَ التّابعينَ.
  • موسى بنُ طلحةَ: وهوَ أبو عيسى، موسى بنُ طلحةَ بنِ عبيدِ اللهِ القرشيّ (ت: 103هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقاتِ في رواية الحديثِ منَ التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى أعمالٍ يدخلُ بها المؤمنُ الجنّةَ ويبتعدُ عنِ النّارِ، وهوَ ما بيّنهُ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ لذلكَ الّرجلِ الّذي سألهُ عنْ ذلكَ، وهي:

  • عبادةُ الله تعالى وعدمِ الإشراكِ باللهِ: وهي فطرةُ الإنسانِ في إخلاصِ عبوديّتهِ للهٍِ تعالى وعدمِ إشراكِ أحدٍ لهُ في العبادةِ والتّوجّهِ.
  • الصّلاةُ: وهي عمودُ الدّينِ، ويكونُ بإقامتها كما بيّنها رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ.
  • الزّكاةَ: وهي نصيبُ أصحابُ مصاريفِ الزّكاةِ منْ مالِ المسلمِ إذا بلغَ النّصابَ.
  • صلةُ الرّحمِ: وهي أنْ يصلَ المسلمُ منْ كانَ رحماً لهُ منْ قرابةِ الأب والأمِّ .

ولقدْ بيّنَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنَّ هذا الرّجلُ إذا قامَ بما دلّهُ عليهِ منَ الأعمالِ فسيدخلُ بها الجنّةَ يقيناً، وليسَ دخولُ الجنّةِ مقصوراً فقطْ على هذه الأعمالِ، فإنّ كثيراً منَ الأعمالِ مقرّبةً للجنّةِ ومبعدةً عنِ النّارِ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • وجوبُ توحيدُ اللهِ وعدمُ الإشراكِ بهِ.
  • فضلُ الصّلاةِ والزّكاةِ منْ أركانِ الإسلامِ.
  • الفضلُ العظيمُ لصلةِ الرّحمِ.

شارك المقالة: