خروج النبي محمد صلى الله عليه وسلم للاستيلاء على قافلة قريش قبل غزوة بدر

اقرأ في هذا المقال


خروج النبي محمد صلى الله عليه وسلم للاستيلاء على قافلة قريش:

قبل أحداث غزوة بدر كانت هناك فرصة ذهبية كان يجب اغتنامها واستغلالها لمعسكر مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيش الإسلام والمسلمين، وخاصة من فيها من رجال المهاجرين الذين صادر أهل مكة المكرمة (قريش) ثرواتهم عند هجرتهم واستولوا على كامل ممتلكاتهم.

ولقد كانت ضربة عسكرية صائبة من الناحية السياسية والاقتصادية، حيث تكاد تنزل بمعسكر المشركين ورجالهم في مكة المكرمة، لو أنّها فقدت هذه الثروة الهائلة على أيدي جيش الإسلام والمسلمين.

فلتتحرك حينها المدينة المنورة نحو ذلك الهدف، للاستيلاء على هذه الثروة الضخمة التي تحملها قافلة قريش عبر المشركين، وهل في ذلك من حرج؟

أليست المدينة المنورة هي مدنية نبي الله الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم في حالة حرب مع مكة المكرمة (قريش)؟

أليس الذين أعلنوا هذه الحرب بغياً وعدواناً هم أهل مكة المكرمة وخاصة قبيلة قريش وهم أصحاب هذه القافلة؟

وأليس أصحاب هذه القافلة هم الذين صادروا أموال رجال المهاجرين، ومن استولوا على كامل ممتلكاتهم في مكة المكرمة بغياً وعدوانا، لا لشيء إلّا لأنَّهم آمنوا بدين الحق الإسلام.

أليس من حق من أعلنت عليه الحرب وهي قريش وجيشها وصادرت أمواله أن يقاتل من أعلنها ویستولي على كل ما تصل إليه يده من ممتلكاته؟ بلى، إنّ هذا هو قانون الحرب وقاعدته في عرف جميع البشر، فلا غرابة في ذلك أن بعقد النبي صلى الله عليه وسلم الشريف العزم على التصدي لقافلة قريش، ويصمم بقرار واضح على الاستيلاء عليها، كجزء من مال جيش العدو المحارب لجيش الإسلام والمسلمين.

وإنّ كثيراً من المستشرقين وبعض فروخهم واتباعهم في الشرق الإسلامي ينظرون إلى غزوة بدر الكبرى، وكأنّها ضرب من قطع الطريق وأعمال السلب والنهب المجردة.

وهذه النظرة بالتأكيد ليست صحيحة، وإنّما هي رد على ما فعل المشركين من استيلاء على ممتلكات المسلمين، وليس لها مصدر إلا الحقد الأسود الذي يعمى عن الحقائق ويبعد ويعطي للهوى حقه أن يتكلم ويصدر حكمه كما يشاء.

وإلا فكيف يوصف باللصوصية والسلب والنهب وقطع الطريق من حمل السلاح في وجه من أعلن عليه الحرب، وصمم الفتك به، وقرر القضاء عليه ومحوه من الوجود وصادر كل ما وصلت إليه يده أموال وممتلكات المسلمين.


شارك المقالة: