دعاء التعوذ من منكرات الأخلاق

اقرأ في هذا المقال


توجد العديد من الأدعية المأثورة والواردة عن سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتمِّ التسليم والتي تتحدث عن التعويذات التي كان يتعوذ منها عليه السلام، كتعوذه من الأمراض وسوء الأقدار وشرور النفس والتعوذ من الشيطان وساوسه والتعوذ من جار السوء وصاحب السوء وغيرها من التعويذات، وفي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن دعاء التعوذ من منكرات الأخلاق.

ما هو دعاء التعوذ من منكرات الأخلاق

كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كثير الدُعاء أي أنَّه كان يُكثر من ترديد الدُعاء؛ وهذا تضرعاً ورجاءً وخوفاً من الله جلَّ جلاله، وكان عليه السلام في دعاءه يستزيد من كل من الرحمات إلى جانب الغُفران وكذلك الخيرات، إلى جانب أنَّه كان كثيراً في دُعاءه يستعيذ من كل من الشرور والآثام وكذلك من المنكرات أخيراً.

وفي رواية عن الصحابي الجليل قُطبة بن مالك رضوان الله عليه ((بمعنى الرواية))، أنَّ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يقول في دُعائه: “اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بك من منكراتِ الأخلاقِ و الأعمالِ و الأهواءِ و الأدواءِ“، صدق رسول الله الكريم.

وكان عليه الصلاة والسلام يقول: “اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بك“؛ أي أنَّني ألجأ إليك يا الله وأستجير بِكَ أيضاً، وكان يقول في دُعاءه: “من منكراتِ الأخلاقِ“؛ أي الأفعال الباطنة المُنكرة، وهذا فعل الحقد أو حتى الحسد أو حتى من الكِبِر أو ما شابه تلك الأفعال الباطنة السيئة.

وأمَّا عن كلمة المُنكر في الدُعاء السابق ذكره؛ فإنَّها تُعني ما عُرف أنَّه قبيح وهذا من قِبل جهة الشرع، وأمَّا عن كلمة الأعمال في الدُعاء السابق؛ تُعني ما يُنكر وكذلك يُقبح من الأفعال الواضحة والظاهرة، وأمَّا عن كلمة الأهواء؛ فهي تُعني اتباع الهوى أو اتباع حبِّه للشيء، وهذا الشيء قد يكون محموداً في بعض الأحيان وفي أحيان أُخرى لا يكون محموداً، وأمَّا عن المحمود فإنَّه يكون كحبه لأداء العبادات المختلفة والطاعات على أنواعها المتعددة، وبالنسبة لغير المحمود أو المذموم فقد يكون مثل حب الفرد لأداء معصية والمقصود به هُنا هو الهوى الغير محمود أو الهوى المذموم.

كما وأنَّ دعاء “اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بك من منكراتِ الأخلاقِ و الأعمالِ و الأهواءِ و الأدواءِ“؛ فإنَّ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قاله وهذا من باب تعليمه لأُمته عليه السلام؛ وهذا لأنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم معصوم عن هذه الأمور.

  • يمكن للفرد المسلم أن يدعو الله جلَّ جلاله بدعاء آخر غير دعاء النبي عليه السلام وهذا كأن يقول: “اللَّهُمَّ ابعد عنِّي سوء الأخلاق وأن أقترب للمعاصي وابعدني عن الأخلاق المنكرة يا كريم“.

حيث يجب التنويه إلى أنَّه يمكن للفرد أن يدعو الله تبارك وتعالى بأي صيغة أراد أو أي صيغة كانت، وليس من الواجب على الفرد أن يدعو الله تبارك بدعاء النبي محمد عليه السلام ولكنَّ الدُعاء بدُعاء النبي لا شكَّ في أنَّه يزيد في الأجر أو حتى اقتراب استجابة الدُعاء.

  • من الممكن للفرد أن يدعو الله تبارك وتعالى بدعاء تزكية النفس لإبعادها عن الشهوات التي تعتبر منكرات الأخلاق وهذا من خلال قوله: “اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا“.
  • أن يقول الفرد المسلم طالباً من الله تبارك وتعالى أن يُبعد عنه الأخلاق المنكرة والهداية لأفضل الأخلاق والأعمال: “اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْك“.
  • أن يقول العبد المسلم داعياً الله تبارك وتعالى بأن يهديه لأفضل الأخلاق وأحسنها: “اللَّهُمَّ يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك، وارزقني هدايتك“.
  • أن يدعو المسلم الله جلَّ جلاله بغية بعد منكرات الأخلاق والتحلي بمكارمها وهذا من خلال قوله: “اللَّهُمَّ إني أدعوك خوفًا منك وطمعًا في كرمك أن تجعلني صالحًا وترضى عني وتهدِني لأحسن الأخلاق وأفضلها“.

المصدر: كتاب الرقية الشرعية من الكتاب والسنة النبوية، محمد بن يوسف الجوراني، 2006. أدعية وأذكار: سلسلة العلوم الإسلامية، دار المنهل ناشرون وموزعون. فقه الأدعية والأذكار: عبدالرازق بن عبد المحسن، 1999. المأثورات، حسن البنا، 2018.


شارك المقالة: