أبو ذر الغفاري هو أحد صحابة رسول الله الكريم رضوان الله عليهم، وهو جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن بني غفار، حيث كان هذا الصحابي أحد الأفراد الذين كانوا يقطعون الطريق قبيل الإسلام، حيث أنَّه أيضاً كان شديد الشجاعة رضي الله عنه وأرضاه، حيث جاء إلى الرسول الكريم صلَّ الله عليه وسلَّم وهذا في مكة المكرمة كان الإسلام قد دبَّ في قلبه، كما وأنَّ يُشار إلى أنَّه كان يتوجه إلى الله تبارك وتعالى وهذا في صلاته قبل الإسلام.
ما هو دعاء الصحابي أبي ذر الغفاري
ويُذكر أنَّ الصحابي عُبادة بن الصامت رضي الله عنه قد سأل أبي ذر الغفاري عن الإله الذي يعبده فردَّ عليه أبي ذر قائلاً: “إله السماء“، كما وورد عن الصحابي أبي ذر الغفاري ذلك الدُعاء المعروف عند أهل السماء، وفي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن ذلك الدُعاء.
في أحد الأيام مرَّ أبي ذر الغفاري رضوان الله عليه بسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتمِّ التسليم وكان حينها عنده جبريل عليه السلام، وكان حينها في صورة دحية الكلبي، وقد استخلاه سيدنا محمد عليه السلام، وعندم رآهما ذهب وانصرف عنهما حينها، ولم يقطع كلامهما كذلك، فقال حبريل عليه السلام آنذاك لسيدنا محمد عليه السلام: “يا محمد هذا أبو ذر مرَّ بِنا ولَمْ يُسلِّم علينا، أما لو سلَّم لرددنا عليه، يا مُحمد إنَّ له دُعاء يدعو به معروفاً عند أهلِ السماء فاسأله عنه إذا عرجت إلى السماء“.
وعندما ارتفع جبريل عليه السلام أتى أبو ذر الغفاري رضوان الله عليه إلى سيدنا محمد عليه السلام فقال له رسول الله الكريم: “ما منعك يا أبا ذر أن تكون قد سلَّمت علينا حرن مررت بنا؟“، فردَّ أبا ذر وقال: “ظننتُ أنَّ الذي معك دحية الكلبي قد استخليته لبعض شأنك“، فقال رسول الله الكريم: “ذاك جبريل يا أبا ذر، وقد قال: أما لو سلَّم لرددنا عليه“.
وعندما عرف أبو ذر الغفاري أنَّ الذي كان مع الرسول هو جبريل عليه السلام قد دخله من الندامة ما شاء الله تعالى، وهذا لأنَّه لم يُسلِّم، فقال سيدنا محمد عليه السلام له ما هذا الدُعاء الذي تدعو به؟، فقد أخبرني أنَّ لك دُعاء معروفاً في السماء، فردَّ عليه أبا ذر وقال له آنذاك:” اللَّهُمَّ إنِّي أسألُك الإيمان بِك، والتصديق بِنبيبك، والعافية من جميع البلاء، والشكر على العافية، والغِنى عن أشرار الناس“.
وفي هذا الدعاء طلب الإيمان بالله تبارك وتعالى، وكذلك التصديق الجازم به، وكذلك السلامة من كل البلاءات، إلى جانب شكر الله تبارك وتعالى على تلك النِعم الني أنعم بها على عباده، وكفِّ شرور الناس وبُعدها عنه.