الحمد لله على نعمةِ رواية الحديث النّبويّ وطلَبِه، والحمد له على تهْيِئَتِ ه من الرّجال ليحملوا أمانَتَهُ من جيلٍ إلى جيل، ليتمّ وعدُه بحفظ مصادر ديننا ولتتميّز هذه الأمّة عن غيرها باتّصال سند علمها.
لا زلنا في ديار الرّواة للحديث النّبويّ الشّريف، نقرأ في سِيَرِ حياتِهم ، نجول على مدارِسِهم ومجالس علمهم، جيل من الصّحابة الأجلّاء يروون وينقلون لجيل التّابعين ماحفظوه من نبيِّهم المصطفى، يتلقّى التّابعون علم الحديث لينقلون الأمانة لمَن جاءَ بعدَهم، ونصل في الحديث عنهم إلى التّابعيّ زيدِ بنِ وَهب، فتعالوا نقرأ في سيرته.
نبذة عن زيد بن وهب
هو: التّابعيُّ الجليلُ، أبو سُليمانٍ، زيدُ بنُ وَهبٍ الجُهَنيُّ ، من رواة التّابعين الكوفِيينَ، من المخضرمينَ أسْلم في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعزم على الهجرة إليه فتوفيَ النّبيُّ عليه الصّلاة والسّلام وزيدٌ في الطريقِ، كان من القرّاء الّذين قرأوا القرآن على عبدِاللهِ بنِ مسعود وغيرِهِ، وشارك في فتوحات الإسلام على بلاد فارس وكان ممّن شهد أحداث الفتنة مع جيشِ عليّ بن أبي طالبٍ، رجع إلى الكوفة وتوفيَ فيها في العامِ الثّالثِ والثّمانينَ من الهجرة يرحمه الله.
روايته للحديث
كان زيدُ بنُ وهبٍ من التّابعينَ الّذين رووا الحديث عن عددٍ من الصّحابة من أمثالِ: الفاروقِ عمرَ بنِ الخطّاب وعليِّ بنِ أبي طالبٍ وأبي ذَرٍ وحذيفةِ بن اليمانِ وزيدِ بنِ أرقمٍ وغيرهم رضي الله عنهم، كما روى الحديث عنه كثيرٌ من الرّواة المحدّثين من أمثالِ:عبد العزيز بنِ رُفيع وسليمانِ الأعمش وإسماعيلِ بنِ أبي خالدٍ وأبي إسحاقَ السُّبيعيِّ وغيرهم يرحمهم الله، كما كان من أهل الثّقة في الرّواية وروى له جماعة الحديث.
من رواية زيد بن وهب للحديث
ممّا ورد من رواية الحديثِ النّبويِّ من طريقِ زيدِ بنِ وهبٍ ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( حدّثنا محمّدُ بنُ المُثَنّى حدّثنا محمّدُ بنُ جَعفرٍ حدّثنا شُعبَةُ قالَ: سّمِعْتُ مُهاجِراً أبا الحَسَنِ يُحَدِّثُ أنّهُ سَمِعَ زيدَ بنَ وهبٍ يُحَدِّثٌ عن أبي ذرٍّ قالَ: أذَّنَ مؤَذِّنُ رسولِ اللهِ صلّى الله عليهِ وسلّمَ بالظُّهْرِ فقالَ النّبيُّ صلّى الله عليهِ وسلّمَ: ( أبْرِدْ أَبْرِدْ )أو قالَ: ( انْتَظِرْ انْتَظِرْ ) وقالَ: ( إنَّ شِدَّةَ الحرِّ منْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فإذا اشْتَدّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا عنِ الصَّلاةِ ) من كتاب المساجدِ، رقم الحديث 184/616 )).
