إنّ الحديث النّبويّ الشّريف هو: المصدرُ الثاني في التّشريع الإسلاميّ بعد القرآن الكريم، وقد برزت أهميته في توضيح ما جاء من التّشريعات العامة بالإضافة إلى الأحكام الجديدة فيه، لذلك كانت أمّة الإسلام على اهتمام بالغ فيه بروايته من جيل إلى جيل، من عهد الصّحابة رضوان الله عليهم بما حفظوه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونقلوه ثمّ إلى عهدِ التّابعين الّذين أكملوا المسيرة من بعد الصّحابة، ولازلنا في محطّات التّابعين ونصل إلى الرّاوي سليمان بن بريدة فتعالوا معنا نبحر في حياته وروايته للحديث النبوي الشريف.
نبذة عن سليمان
هو: التّابعيّ الجليل، سُليْمان بن بُرَيْدَة بن الحَصِيبِ، بن الصّحابي بريده بن الحصيب،وبريده من كبار المحدّثين من الصّحابة رضوان الله عليهم، من مواليد العام الخامس عشر للهجرة، من رواة الحديث النّبويّ الشّريف عن الصّحابة، كان صاحبُ علمٍ في الفقهِ والحديث النّبويّ واستلم القضاء على مدينة مَرُو عندما هاجر إليها، وكان من المراجع في نقل الحديث النّبويّ عند أقرانه التّابعين وتابعيهم، وكانت وفاته كما أورد الإمام الذّهبيّ في العام الخامس بعد المائة من الهجرة وقد تجاوز التّسعين من عمره.
روايته للحديث
كان سُليْمانُ بن بُرَيدةَ بن الحَصِيبِ من رواة الحديث عن الصّحابة رضوان الله عليهم وقد روى الحديث عن أبيه بُريدة وأمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر وعِمرانِ بنِ الحُصينِ ويَحيى بن يَعمُر رضيَ الله عنهم، كما روى من طريقه الحديث كثير من التّابعين وأتباعهم من أمثال: عبدالله بنِ عطاءَ وعَلْقَمة بن مَرْثَد والقاسم بن مُخيمِر ومحمّد بن شَيْبَة وغيرهم رحمهم الله وكان من الثّقات عند أهل الحديث النّبويّ الشّّريف وروى له جماعة الحديث باستثناء محمّد بن إسماعيلّ البخاريّ رحمهم الله.
من رواية سليمان للحديث
ممّا ورد من رواية الحديث النبوي الشريف من طريق سُليمان بن بُريْدة ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( حدّثني زهير بن حرْب، حدّثنا عبدالرّحمن بن مهدِيٍّ عن سفيانَ، عن عَلقمة ابن مَرْثَدٍ عن سليمانَ بنِ بُرَيْدَةَ عن أبيهِ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (منْ لَعِبَ بالنَّرْدَشيرِ فكأنّما صَبَغَ يَدَهُ في لحمِ خِنْزيرٍ وَدَمِهِ)، من كتاب الشِّعر، رقم الحديث 2260 )).