لقد كان للحديث النّبويّ الشّريف مدارسُهُ الّتي توزّعت في الأمصار الإسلاميّة، فكانت هناك في المدينة المنوّرة حيث هجرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وحيث سكن صحابتِهِ رضوان الله عليهم، كما كانت في البصرة والكوفة وغيره حيث انتقال الصّحابة أو مكان إقامة من سمع منهم، ومن التّابعين الّذيت تخرّجوا من مدارس المدينة المنوّرة شَريكُ بن عبدالله تعالوا نقرأ في سيرته المعطّرة.
نبذة عن شريك
هو: التّابعي الجليل، أبو عبدالله، شَريك بن عبدالله بن أبي نَمِر، من المكثرين من الحديث النّبويّ الشّريف عن الصّحابة، سكن المدينة المنورة وأخذ عن علمائها الفقه والحديث، وكان من المشهورين بين أقرانه التّابعين وكانت وفاته رحمه الله في العام الأربعين بعد الهجرة النّبويّة الشّريفة رحمه الله.
روايته للحديث
كان شَريك بن عبدالله من التّابعين الّذين التَقوْا بكثير من الصّحابة رضوان الله عليهم وروى عنهم الحديث وممّن روى عنهم: أنس بن مالك وغيره كما روى عن جملة من التّابعين من أمثال: سعيد بن المسيّب وعبدالرّحمنِ بن أبي سعيد وعكرمة مولى عبدالله بن عبّاس وعطاءِ بنِ يسارٍ وسعيدٍ الأعْشى وعامر بن سعد بن أبي وقّاص وغيرهم رحمهم الله تعالى كما روى من طريقة الحديث كثير من الرّواة من أمثال: أبو ضَمرة بن عِياض وسفيان الثّوريّ ومالك بن أنس وسليمان بن بلال وسعيد بن أبي أيوب وغيرهم رحمهم الله وكان من الثّقات عند أهل الحديث وقال بعضهم يخطئ أحياناً، روى عنه أصحاب السُّنن السّتة غير التّرمذي رحمهم الله.
من رواية شريك للحديث
ممّا رود من رواية شَريك للحديث ما أورده الإمام مسلم في الصّحيح: (( حدّثني سليمان بن بلال حدّثني شَريك بن عبدالله بن أبي نَمِر، سمعتُ سعيد بن المسيّب يقول: حدّثني أبو موسى الأشعريّ هاهنا ـ وأشار لي سليمانُ إلى مجلس سعيدٍ ناحية المقصورة ـ قالَ أبو موسى: خرجْتُ أُريدُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فوَجدْتُه قدْ سَلَكَ في الأموالِ فَتَبِعْتُهُ فَوَجَدْتُهُ قدْ دَخلَ مالاً فَجَلسَ في القُفِّ وكَشَفَ عنْ ساقَيْهِ ودَلّاهما في البِئرِ )) شاهداً عل حديث يحيى بن حسّان قَبْلّه، من كتاب فضائل الصّحابة رقم الحديث2403/29.