طبيعة أنواع نظم التأمين المعاصرة

اقرأ في هذا المقال


يتعرّض الإنسان في أعماله ومعاملاته إلى المخاطر والنوائب، مثل الحوادث والحرائق والعجز والموت وتحمل أعباء إيذاء الآخرين وغيرها، وهي أمور قد تُسبب التوتر والخوف للإنسان والتوقف عن العمل، فكان لا بدّ من العمل على الدراسة والبحث عن طُرق ووسائل لتأمين الإنسان حال وقوعه في نائبة، فظهرت شركات التأمين وكان الـتأمين بأشكال وأنواع وآليات مختلفة، ومعاصرة للأحداث التي قد تحصل للإنسان في كل زمن، ولمواكبة هذه التطورات في الاقتصاد الإسلامي، وُجِدت نظم التأمين التعاوني الإسلامية.

ظهور شركات التأمين:

كانت بداية ظهور شركات التأمين في العصور الوسطى، حيث كان التجّار يستخدمون الطُّرق البحرية والبرية الخطرة؛ لنقل بضاعتهم وأموالهم، وعندها ظهر كل من التأمين البحري والتأمين البري والتأمين على الحرائق، وكان ذلك في نواحي البحر الأبيض المتوسط في المناطق الأوروبية، ثم انتقل لينتشر في كل دول العالم.
وتبعاً للتطورات وظهور المصانع وزيادة الأعمال والاستثمارات، ظهرت أشكالاً أخرى للتأمين، منها التأمين من حوادث المصانع وإصابات العمل والغرق، في غضون القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ثمّ ظهرت نظم التأمين على الحياة، ليحصل الفرد على مبلغ من المال عند بلوغ سن محددة، أو حصول أهله على مبلغ من المال بعد وفاته.
وتبعها في القرن العشرين لتظهر أشكال التأمين ضد الجرائم والسرقات ونتائج الحروب، والمسؤولية عن الغير والتأمين ضد المخاطر في الأعمال الاستثمارية، وكل ما يندرج تحت مضمون التأمين التجاري، ومع التطوّرات والتقدم في كل مجالات الحياة، تم استحداث أشكالاً جديدة للتأمين مثل التأمين على الزواج والتأمين الصحي والتأمين على الحقوق الفكرية، وغيرها.
وبتطوّر الاقتصاد الإسلامي وشموليته لكل مجالات الحياة، تمّ دراسة أشكال التأمين والأحكام الفقهية لكل منها للتمييز بين الحلال والحرام، والعمل بما يتوافق منها مع المبادئ والأحكام الشرعية الإسلامية، فظهر نظام الـتأمين التعاوني الإسلامي، ونظام إعادة التأمين الإسلامي، ونظام التكافل الإسلامي.

نظم التأمين المعاصرة الشائعة:

تعدّدت نظم التأمين حسب النشاط الذي تقوم فيه والهدف الذي وُجدت من أجله وأنواع المخاطر التي تضمنها، ومن هذه النظم ما يلي:

  • شركات التأمين التجاري والتي تشمل التأمين البحري على البضائع التي تُنقل عن طريق البحر، والتأمين البري من المخاطر التي قد تحصل أثناء نقل بضائع تجارية، أو على الأشخاص أثناء السفر البري، والتأمين الجوّي على الأشخاص والبضائع المنقولة جويّاً.
  • نظم التأمين على الأشخاص من الإصابات والوفاة والمخاطر الاجتماعية والأمراض.
  • نظم التأمين على المال من الحرائق والسرقات، والتأمين من المسؤولية المهنية في العمل، ومن عدم السداد للديون.
  • نظم التأمين على الاستثمار من خلال الاشتراك لتعويض من يتعرض للحوادث، على أن يصلح حاله ويعيد المال عند تحقق قدرته على ذلك.

ولم يترك الإسلام هذه النظم، وإنّما تناولها من منظور إسلامي، وعمل بالمشروع منها، وترك غير المشروع منها ونهى عن التعامل فيه.


شارك المقالة: