طلحة بن مصرف والرّواية

اقرأ في هذا المقال


ما زلنا في مسيرةِ البحث عن شّخصياتِ رواة الحديث الشّريف، وقد مررنا بديار صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خيرِ القرونِ، ذلك الجيل الّي صانَ رسالَته وأدّى أمانَته من نقل مصادرِ الدّين من القرآن الكريم والحديث النّبويّ الشّريف كما أخذوها إلى خير الأجيالِ من بعدهم، جيل التّابعين، وهانحنُ نتواصل في البحث عن روايَتِهم للحديث النّبويّ الشّريفِ نأخذُ من علمِهم ونستزيدُ من فهمِهم للرّواية ونقرأ أسماءَهم في كتب الحديث، نصل في الكتابة إلى راوٍ منهم، إنّه طَلحةُ بنُ مُصَرِّفٍ فتعالوا نقرأ في سيرته مع الحديث.

نبذة عن طلحة بن مصرف

هو: التّابعيّ الجليلُ، أبو محمّدٌ، طلحَةُ بنُ مُصَرِّفِ اليامِيُّ، يرجع نسَبُهُ إلى يام من همَدانٍ، من فقهاءِ الكوفة وعلمائِها في القرآن الكريم والحديث النّبويّ، وكانَ معلّماً لقُرّاءِ القرآن في الكوفة وكان مَرْجِعاً في رواية الحديث عن الصّحابة والتّابعين، وكانت وفاتُهُ في الكوفة في العام الثاني عشرَ بعدَ المائَة من الهجرة النّبويّة يرحمه الله.

روايته للحديث

كان طَلحَةُ بنُ مُصَرِّفٍ من رواة الحديث النّبويّ الشّريف وقد روى الحديث عن عددٍ من الصّحابة الكرامِ كعبدِالله بنِ أبي أوفى وأنسِ بنِ مالكَ رضي الله عنهم، كما روى عن جملَةٍ من التّابعين من أمثالِ: زيدِ بنِ وَهبٍ ومجاهد بنِ جبرٍ والسّمانِ أبي صالحَ وسعيدِ بنِ جُبَيرٍ ويحيى بنِ سعيدٍ وأبي بردةَ وغيرهم يرحمهم الله، كم روى الحديث من طريقِه كثيرٌ منَ الرّواة من أمثالِ: سليمانَ الأعمَشِ وشُعْبَةِ بنِ الحجّاجِ وإسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ والسّبيعيِّ أبي إسحاقَ وغيرهم وكان من أهل الثّقة في الرّواية وحديثُهُ عندَ جماعة الحديث.

من رواية طلحة بن مصرف للحديث

ممّا ورد من روايةِ الحديثِ النّبويِّ من طريقِ طَلْحَةَ بنِ مُصَرّفٍ ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( حدّثَنا سعيدُ بنُ محمّدٍ الجَرْمِيُّ حدّثنا عبدالرّحمنِ بنُ عبدِالملكِ بنِ أبْجَرَ الكِنانِيُّ عنْ أبيهِ عنْ طلحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ عن خَيْثَمَةَ قالَ: كُنَّا جُلُوساً معْ عبدِاللهِ بنِ عمرو إذْ جاءَهُ قَهْرَمانٌ لَهُ فَدَخَلَ فقالَ أَعْطَيْتَ الرّقيقَ قوتَهُمْ؟ قالَ: لا. قالَ فانْطَلِقْ فَأَعْطِهِمْ. قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليهِ وسلَّمَ: ( كَفى بالْمَرْءِ إثماً أنْ يَحْبِسَ عمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ ). من كتاب الزّكاةِ، رقم الحديث996/40 )).


شارك المقالة: