لقد كان للحديث النّبويّ الشّريفِ رجالٌ عاهدوا الله على الدّوامِ أن يَبْقوا الحصنَ المنيعَ في الذَّودِ عنْهُ، فتتابعوا في الرّواية عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من جيلٍ إلى جيل، وقد بدأت المَسيرة من زمن الصّحابة رضوان الله عليهم الّذين كانوا بوابة نقل الحديثِ وبرزَ منهم أعلامُ الرّواية كعبدالله بن عمر وكلّ راوٍ كان له رواة من التّابعين رووا الحديث من طريقه، ونصل في بحثنا عنهم إلى التّابعيِّ الجليل عبداللهِ بنِ دينارٍ، فتعالوا نقرأ في سيرته.
نبذة عن عبدالله بن دينار
هو التّابعيُّ الجليلُ، أبو عبدِالرّحمنِ، عبدُاللهِ بنُ دينارٍ، العّدّويُّ، المدَنِيُّ، من علماء التّابعين ورواة الحديثِ، كان يسكن المدينة المنوّرةَ، اشتهر بعلمه في الفقه بالإضافة إلى الحديث، وكانَ حجّة فيهما وكانت وفاتُه في العام السّادس والثّلاثين بعدَ المائة من الهجرة وقيل في السّابع والعشرين بعد المائة.
روايته للحديث
كان التّابعيُّ الجليلُ عبدُاللهِ بنُ دينارٍ من رواة الحديث النّبويِّ الشّريفِ عن الصّحابة الأجلّاءَ وممّن روى عنهم منهم: عبداللهِ بن عمرَ بن الخطّابِ وأنسِ بنِ مالكَ وقد روى عن عددٍ من التّابعينَ من أمثال: سليمان بن يسارٍ والسّمانِ أبي صالحٍ رحمهم الله، كما روى الحديث من طريقه كثيرٌ منَ الرّواة من أمثالِ: شُعبَةَ بنِ الحجّاج ومالكِ بنِ أنسٍ وسفيانِ الثّوريِّ وسفيانِ بنِ عيينة وابْنِهِ عبدالرّحمن بن عبدالله وكثير غيرَهم، وكان من أهل الثّقة في رواية الحديث النّبويّ وروى له كثيرٌ من جماعة السنن.
من رواية عبدالله بن دينار للحديث
ممّا وردَ من رواية الحديث النّبويّ الشّريف من طريقِ عبدِ الله بنِ دينارٍ ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( حدَّثَنا شَيْبانُ بنُ فَرُّوخٍ، حدّثنا عبدُالعزيزِ بنُ مُسلمٍ، حدَّثنا عبداللهِ بنُ دينارٍ، عنِ ابنِ عُمَرَ وحدّثنا قُتَيبَةُ بنُ سعيدٍ ـ واللفظُ له ـ عنْ مالكِ بنِ أنسٍ ، عن عبداللهِ بنِ دينارٍ، عَنِ ابنِ عُمَر قال: بَيْنَما النَّاسُ في صلاةِ الصُّبْحِ بِقُباءٍ إذْ جاءَهُمْ آتٍ فقالَ: إنَّ رسولَ الله صلّى الله عليهِ وسلَّمَ قدْ أُنْزِلَ عليْهِ اللّيلةَ. وقدْ أُمِرَ أنْ يسْتَقْبِلَ الكّعْبَةَ فاسْتَقْبِلُوها. وكانَتْ وُجُوهُهُمْ إلى الشّامِ فاسْتَدَارُوا إلى الكَعْبَةِ )) من كتاب المساجد، رقم الحديث526/13.