لقد كان للحديثِ النَبويِّ الشّريفِ أهميةٌ كبيرةٌ بعد القرآنِ الكريمِ، لما فيهِ من البيانِ والتَّوضيحِ والإتيان بحكْمٍ جديدٍ لم يردْ في القرآنِ الكريم، وقد كان منبع روايَة الحديثِ النّبويِّ من جيلِ الصّحابَة رُضوانُ الله عليهم لصحبتهم وحفظهم الحديثَ النّبويَّ من النّبيِّ صلَّى الله عليهِ وسلَّم، وخرجَ من بين أيديهم من أبنائِهمِ التّابعينَ من ساروا على نَهجِ آبائهم في المحافظةِ عليه بالرّوايةِ والنَّقلِ، وسنتكلّم في هذه السُّطورِ عن راوٍ خرج من بيتِ بريدَة بن الحَصِيبِ الصّحابيِّ رضيّ الله عنه، إنَّهُ عبدُ اللهِ بنُ بُريْدَة فتعالوا نقرأ في سيرَتِه بالحديثِ.
نبذة عن عبد الله بن بريدة
هو: التّابعيُّ الجليلُ، أبو سَهْلٍ، عبدُ اللهِ بنُ بريْدَةَ بنُ الحَصِيبِ، ابن الصّحابيِّ الجليل بُرَيْدَةُ بنُ الحَصيبِ، من رواة الحديثِ النَّبويِّ، كانتْ ولادَتهُ في العامِ الخامِسِ عشرَ من الهجرة، وكانَ من علماء التّابعينَ تسلّمَ قضاء مرو بعدَ أخيهِ سُليْمانَ وقد كانتْ وَفاتُهُ في العامِ الخامسِ عشرَ بعدَ المئةِ منَ الهجْرَةِ يرحَمُهُ الله.
روايته للحديث
كانَ عبدُ اللهِ بنُ بُرَيْدَةَ من علماء الحديثِ النّبويِّ وقدْ روى الحديث من طريقِ الصّحابة كأبيهِ بُريدَة بنِ الحَصِيبِ وأنسِ بنِ مالكٍ وسَمرةَ بنِ جُنْدبٍ وعبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ والمغيرةِ بنِ شُعْبةَ وعبداللهِ بنِ عبّاسٍ وعبدِ اللهِ بنِ عمرَ وغيرِهم رضيَ الله عنه، كما روى عن جيلِ التَابعينَ من امثالِ: سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ وعامرِ الشَّعبيِّ وغيرِهم رحمهم الله، كما روى الحديثَ منْ طريقِه كثيرٌ من الرُّواة من أمثالِ: خالدِ العَتْكِيِّ وعامرِ الأحْوَلِ وعامرِ الشّعْبيِّ وعطاءٍ الخُراسانِيِّ وغيرِهم رحمهم الله وكانَ من الثّقاتِ في الرّوايَةِ.
من رواية عبد الله بن بريدة للحديث
ممّا رُوِيَ من الحديثِ من طريقِ عبدِ اللهِ بنِ بُرَيْدَةَ ما أورَدَه الإمامُ مسلمُ بنُ الحجَّاجِ في صَحيحِه: (( حدَّثَنا أبو بكِرِ بنِ أبي شَيْبَةَ، حدّثَنا عبدُ اللهِ بنُ نُمَيْرٍ ح وحدَّثَنا ابنُ نُمَيْرٍ، حدّثَنا أَبي، حدّثنا مالكُ ـ وهوَ ابنُ مِغْوَلٍ ـ عنْ عبدِ اللهِ بنِ بُرَيْدَةَ، عنْ أَبِيهِ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ عبدَ اللهِ بنَ قَيْسٍ أوِ الأَشْعَرِيَّ أُعْطِيَ مِزْمارَاً منْ مَزَامِيرِ آلِ دَاؤد). من كتابِ المَساجِدِ، رقمٌ الحديثِ793/235 )).
