عبد الله بن واقد والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كانوا حَملَةَ علمِ الحديثِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، أفنوءا في سبيل روايةِ الحديث النَّبويِّ الشَّريف سنينَ أعمارِهم، كانوا شُهداءَ على أمَة الإسلامِ في نقلِ مصادِرها، بزَغَ فجرُهم من الصَّحابَةِ ذلك الجيل الّذي صحبَ خيرَ الخَلْقِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم، ثمَ تابَعَهُمُ التَّابعون من بعدِهم، إنَّهم رُواةُ الحديثِ النَّبويِّ الشّريفِ الّذين أخذوا على عاتِقِهم حملَ علمِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريف ونقلِه ليكتَمِلَ ديننا بمصادِرِه بعد القرآنِ الكريمِ، وهانحن نقفُ على أعتابِ طبقَةِ التّابعينّ نفتِّشُ عنْ اخبارِهم وديارِهم التّي لازالتْ عامرَةً بعلْمِهم وفِقهِهِم، لنصلَ إلى التَّابعيِ الجليلِ عَبدِ اللهِ بنِ واقدٍ فتعالوا نقرأُ في سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ.

نبذة عن عبد الله بن واقد:

هو: التَّابعيُّ الجليلُ، عبدِ اللهِ بنِ واقدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمَرَ بنِ الخَطَّاب، من رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريف، وهو منْ عائِلةٍ اشْتَهرت في الحديثِ النَّبويِّ فجَدُّهُ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ بنِ الخَطَّابِ، وجدُّ أبيهِ الفاروقُ عمرُ، وهُمْ منَ الصّحابَةِ المكثرينَ في الرِّوايَةِ، من أهلِ المدينَةِ المُنَوَّرَةِ ومنْ علمائِها، وعاشَ في المّدينَةِ حتَّى توفَّاهُ اللهُ في العامِ التَّاسِعِ عشَرَ بعدَ المائَةِ منَ الهجْرَةِ النَّبويَّة يرْحَمُهُ الله.

روايته للحديث:

كانَ عبدُ اللهِ بنُ واقدٍ منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريف، وقَدء روى الحديثَ النَّبويَّ عَمَّنْ أدرَكَهُمْ منَ الصَّحابَة من أمثالِ: عبدِ اللهِ بنِ عمرَ جدِّهِ، وأمِّ المؤمنينَ عائِشَةَ بنتِ أبي بكرٍ رضي اللهُ عنهُم جميعاً.

أمَّا منْ روى الحديثَ منْ طريقِ عبدِ اللهِ بنِ واقدٍ فهم كُثرٌ منْهُمْ: سعدُ بنُ إبراهيمَ الزّهريُّ وعبدِ اللهِ بنِ أَبي بكرٍ والزُّهريُّ بنُ شِهابٍ والوليدُ بنث مُسْلِمٍ وكانّ منَ الثِّقاتِ في روايَةِ الحديثِ النَّبويِّ وروى لهُ الإمامُ مسلِمُ وابنُ ماجَةَ وأبو داوود رَحِمَهُمُ اللهُ.

من رواية عبد الله بن واقد للحديث:

ممَّا ورَدَ منْ روايَةِ الحديثِ منْ طريقِ عبدِ اللهِ بنِ واقِدٍ ما أوْرَدَهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجَّاجِ رَحِمَهُ الله في صَحيحِهِ منْ كتابِ الأضَاحِي: (( حدَّثَنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ الحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنا رَوْحٌ، حدَّثَنا مالِكٌ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ واقِدٍ، قالَ: نَهَى رسُولُ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسَلَّمَ عنْ أكْلِ لُحُومِ الضَّحايا بعْدَ ثلاثٍ. قالَ عبدُ اللهِ بنُ أَبِي بكرٍ: فَذَكَرْتُ ذلِكَ لِعَمْرَةَ، فَقَالَتْ: صَدَقَ؛ سَمِعْتُ عائِشَةَ، تَقُولُ: دَفَّ أَهْلُ أَبياتٍ منْ أَهلِ البادِيَةِ حَضْرَة الأَضْحَى زمَنَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فقالَ رسولِ اللهُ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ( إدَّخِرُوا ثلاثاً ثمَّ تَصَدَّقوا بما بَقِيَ ) إلخ الحديثِ ورَقَمُهُ 1971/28 )).


شارك المقالة: