عرض الإسلام على القبائل

اقرأ في هذا المقال


بعد رجوعِ النبي من الطائفِ، وتبشيرِ سيدنا محمد بإسلام نفر من الجن، عادَ إلى مكة المكرمة، وكان ذلك في السنة العاشرة من بعثة النبي في شهر ذي القعدة ، ليستمرَ النبي بدعوة الناس إلى دين الله وتوحيده.
وكان موسم الحج قد اقترب، حيث يأتي الرجال إلى مكة من كل مكان بعيد لأداء فريضة الحج ، ويذكروا اسم الله في أيام معلومات، ويشهدوا منافع لهم، فاستغل النبي تلك الفرصة ، فأقبل إلى كلّ القبائل التي تأتي للحج ، ويدعوهم إلى دين الإسلام وتوحيد الله سبحانه وتعالى، ويعرض عليهم ممّا جاء به من الله من الرّحمة والهدى، ويطلب منهم أن يصدقوه وينصروه في دعوته .

عرض الدعوة على القبائل

كان النبي يدعوا تلك القبائل إلى دين الله وكان كلما عرض على قبيلة دعوتهُ يرميه عمّه أبو لهب بالحجارة ويطلب من القبائل عدم السّماع للنبي ، فكانت تلك القبائل تسيء بالرّد على النبي ويشتموهُ ويكذّبوه، ومن هذه القبائل التي دعاها:

  • بنو كلب: دعا النبي فخذاً منهم يقال لهم بنو عبد الله ، فرفضوا ما دعاهم به النبي.
  • بنو حنيفة: جاء النبي إلى منازلهم ودعاهم لتوحيد الله عزّ وجل، فكانوا أقبح الناس رداً.
  • بنو شيبان: كانت من القبائل التي دعاها النبي ،وقد تلا القرآن عليهم، فأعجبهم ما يقول النبي، لكنّهم اعتذروا عن نصرته ؛لكونهم وعدوا كسرى أن لا يحدثوا حدثاً أو يؤوا محدثاً، ووعدوا النبي بنصرته إن انتصروا على فارس ، فلمّا التقوا مع الفرس يوم ذي قار كان شعارهم نصرة محمد، فانتصروا على الفرس، وقال النبي حينها:(بي نُصِروا).

عرض الإسلام على الأفراد

فبعد عرضِ النبي للدعوة الإسلاميةِ على الوفود عرض دعوتهُ على الأفراد وبعضاً من الأشخاص ومنهم:

  • إياس بن معاذ: هو غلام من بني عبد الأشهل ،جاء مع وفد الأوس ويسكن هذا الغلام في يثرب، فكان مرادُ الأوسِ من قدومهم هو عقد اتفاقِ تحالفٍ مع قريش ضد قوم الخزرج، لأنّهم أقلُ عدداً منهم ، فعلم النبي الكريم بقدوهم ،فجلس إليهم وذكر لهم دينه وأخذ يتلوا عليهم القرآن، وعندما سمع إياس بما يقوله النبي ،جاء إلى قومه وقال لهم أنّ ما يقوله محمد خيرٌ ممّا يأتون إليه ، فأخذ أحد منهم حفنة من التراب ورمى بها وجه إياس، فصمت ذلك الغلام وقام النبي وانصرف الأوس إلى المدينة من غير أن يتفقوا مع قريش في عقد تحالف بينهم.
  • ضماد الأزدي: اسمه ضماد بن ثعلبة من أهل اليمن ، صديق النبي في الجاهلية ،وجاء إلى مكة معتمراً، سمع من النبي دعوتهُ، وقال أنّ ما يقوله محمد ليس بشعرٍ ولا سحرٍ ولا قول كهنةٍ ، ثمّ أسلم ,وأخذ يد النبي وبايعه على الإسلام.
  • أبو ذر الغفاري: جندب بن جنادة ، يسكن في نواحي مدينة يثرب ، كان لا يعبد الأصنام، سمع ببعثة النبي ، فانطلق مع أخيه أُنيس إلى مكّة، فأرسل أخوهُ ليعرف بخبر محمد، فلمّا عاد أخوه أخبره أنّه رجل يأمر بالخير وينهى عن الشر، فقام أبو ذر ليسأل عن النبي، وعندما جلس مع النبي وعرض سيدنا محمد الدين على أبو ذر، أسلم مكانهُ وأخبره النبي أن يكتم بالأمر وأن يرجع إلى بلده، فقال أبو ذر: ( والذي بعثك بالحق لأصرخنّ بها بين أظهرهم) ، فأعلن إسلامه بين قريش، فقاموا عليه وضربوه حتى كاد أن يموت ، فأدركه العباس من ضربهم له.
  • سويت بن صامت: شاعرٌ لبيب ، يسكن في يثرب، سميّ بين قومه ( بالكامل) ، قدمَ إلى مكة حاجاً، عرض عليه النبي دعوته، وتلا عليه النبي من القرآن، وأسلم سويت، ولم يلبث أن عاد إلى المدينة فقتل بين حرب دارت بين الأوس والخزرج، وقيل أنّه أسلم في بداية السنة الحادية عشر للبعثةِ.
  • طفيل الدوسي: اسمه طفيل بن عمرو الدوسي ، كان أحد الأشراف في قومهِ، هو زعيم قبيلة الأوس ، شاعرٌ لبيب، قدم إلى مكة في السنة الحادية عشر من بعثة النبي ، أُستقبل قبل وصوله، كان صاحب مكان قديرٍ بينهم، أخبروه سادات قريش بأمر النبي، وأنَّ فتاً اسمهُ محمد قد فرقَ بينهم بكلامهِ وسحرهِ، وطلبوا من طفيل أن لا يكلم النبي ولا يسمع منه أي شئ، وقال طفيل:عندما غدوت قريباً من الكعبة فسمعت من النبي كلاماً حسناً، حتى تبعتُ محمداً إلى بيتهِ، ودخلت عليه، وعرض عليّ النبي الإسلام وسمعت منه تلاوة من القرآن، فأسلم طفيل وشهد شهادة الحق، وعاد طفيل إلى قومه يدعوهم إلى نصرة الدين الذي يدعوا به النبي محمد، فكان صاحب طاعة في قومهِ، واستشهد طفيل في يوم اليمامةِ.

شارك المقالة: