لقد كان للصّحابة والتّابعينَ دورٌ كبيرٌ ومهمّة عظيمة تمثّلت في نقل ما ورد من النّبي صلّى الله عليه وسلّم من الحديث، وقد كانوا يتسابقون إلى المحدّثين لسماع الحديث ونقله لمن بعدهم، وقد كانوا يتبعون منهجاً علميّاً دقيقاً في تلقي الحديث النّبوي الشّريف من أفواه المحدّثين شيوخَهم ولا يقبلون من أي راوٍ حتى تثبت عدالته، لعلمهم بعِظَم الكَذِبِ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وما زلنا نجوب بين المحدّثين التّابعين حتى وصلنا إلى التابعيّ الجليل عطاء بن يسار فتعالوا معنا في سيرته.
نبذة عن عطاء
هو التّابعيّ الجليل، أبو محمّد، عطاء بن يسار، من المحدّثين التّابعين الّذين ولدوا بعد وفاة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكان ذلك في المدينة المنوّرة سنة تسع وعشرين للهجرة، في خلافة الصّحابي الجليل عثمان بن عفّان،وكان من الملازمين لبعض الصّحابة رضوان الله عليهم ونقل عن عددٍ منهم، وكان له دورٌ كبيرٌ في الدّعوة فقد كان ملازماً للمسجد النّبويّ لدروس العلم والحديث، وعاش ما يزيد عن أربع وثمانين عاماً وكانت وفاته رحمه الله سنة مائة وثلاثٍ للهجرة.
روايته للحديث
كان عطاء بن يسار من أعلام التّابعين في رواية الحديث ، صحب بعضَ الصّحابة رضوان الله عليهم ونقل عنهم الحديث ومنهم: زيد بن ثابت وأمّ المؤمنين عائشة وأبيّ بن كعب وجابر بن عبدالله والخدريّ وابن عبّاس وغيرهم كثير وروى عن بعض التّابعين كعامر بن سعد ومعاوية بن الحكم وغيرهم.
روى الحديث النّبويّ من طريق عطاء كثير من المحدّثين من أمثال: زيد بن أسلم وعمارة الأنصاريّ ومحمّد الباقرومحمّد بن عمرو بن عطاء وغيرهم كثير رحمهم الله جميعاً، ولا زالت روايات عطاء عن الصّحابة والتّابعين في كتب جماعة الحديث.
من رواية عطاء للحديث
ممّا ورد من الحديث من طريق العطاء بن يسار ما أورده الإمام مسلم في صحيحة عن عطاءٍ عن أبي سعيد الخدريّ وعن أبي هريرة رضي الله عنهما، ((أنّهُما سمعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: (ما يصيب المؤمن من وصَبٍ ولا نَصَبٍ ولا سَقَمٍ ولا حَزَنٍ حتى الهَمِّ يَهُمُّه إلّا كُفِّرَ به من سيئاتِه) من كتاب البرّ والصّلة / رقم الجديث2573)).