علقمة النخعيّ والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كان لصحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الجهدُ الأكبرُ في رواية الحديث النّبويّ الشّريف، لحضورهم الوحيَ والتّنزيلَ وأخذِهِمِ الحديثَ من منبعه الأصيل، وقد كانوا رضي الله عنهم المَرجع للتّابعين من بعدِهم في الحديثِ والفقهِ، فهاهمُ التّابعون رَحمَهم الله كانوا متتبِّعين آثارَهم باحثين عنهم خشية فقدان الحديث بموتِهم، فبرَزَ من التّابعين رحمهم الله من كانوا على نهجِهم في حفظ الحديث ونقلِه وما زلنا نجوبُ ديارَهُم العامِرةَ حتى وصلنا إلى التّابعيّ المحدّث علقمة بنِ قيسٍ النّخعيِّ فتعالوا نقر في سيرَتِهِ.

نبذة عن علقمة النّخعي

هو: التّابعيُّ الجليلُ، أبو شبلِ، علقمةُ بنُ قيسِ النّخعيُّ ، من رواة الحديث النّبويّ الشّريف عن الصّحابة من الّذين أدركوا زمن النّبوةِ ولم يَحضوا بالصّحبة لعدم رؤيَتِهِم للنّبي صّلّى الله عليه وسلّم، وكان يسكن الكوفةَ ويعتبرُ من أكثر التّابعين علماً بعلمِ عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه، كانَ يعرف ب( فقيهِ الكوفة )وكانت وفاتُه في العامِ الثاني والسّتين من الهجرة النّبويّة يرحمه الله.

روايته للحديثِ

كان علقمةُ النّخْعيُّ من التّابعين الّذين رووا الحديث النّبويّ عن الصّحابة رضوان الله عليهم وممّن روى عنهم منهن: عبدالله بنِ مسعودٍ وعمرَ بنِ الخطّاب وعليِّ بن أبي طالبٍ وسلمانَ الفارسيِّ وأمِّ المؤمنين عائشةَ وسعدِ بنِ أبي وقّاصٍ وأبو مسعودِ البَدْريِّ وعثمانَ بنِ عفانَ وغيرهم رضي الله عنهم، كما روى الحديث من طريقِه كثيرٌ من الرّواة المحدّثينَ من أمثال: عامر الشّعبيِّ وإبراهيم بنِ يزيد النّخعيِّ ومحمّدِ بنِ سيرينَ وأبي إسحاقَ السّبيعيِّ وغيرهم رحمهم الله، كما كان من أهل الثّقة في الرّواية .

من رواية علقمة النّخعي للحديث

ممّا ورد من رواية الحديث النّبويّ الشّريف من طريقِ علقمةَ النّخْعيِّ ما أورده الإمام مسلم بنُ الحجّاج في صحيحه: (( حدّثنا محمّدُ بنُ المُثَنّى ومحمّدُ بنِ بشارٍ وإبراهيمُ بنُ دينارٍ عن يحيى بنِ حَمَّادٍ ـ قالَ ابنُ المُثنّى حدّثني يحيى بنُ حمّادٍ ـ، أخْبَرَنا شُعبَةُ عنْ أبانَ بنِ تَغْلِبَ عن فُضَيْلِ بنِ عمرو الفُقَيْمِيِّ عن إبراهيمَ النَّخْعِيِّ عن عَلقَمَةَ عنْ عبدِاللهِ بنِ مسعودٍ عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: ( لا يدْخُلُ الجَنَّةَ منْ كانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذرَّةٍ منْ كِبْرٍ ) قالَ رجلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يكونَ ثَوْبُهُ حَسَناً ونَعْلُهُ حَسَنَةً. قالَ: ( إنَّ اللهَ جميلٌ يُحِبُّ الجَمالَ الكِبْرُ بَطْرُ الحقِّ وغَمْطُ النّاسِ ). من كتابِ الإيمانِ، رقم الحيث 147/91 ))

المصدر: سير أعلام النبلاء للذهبيالإصابة في تمييز الصحابة للعسقلانيصحيح مسلم للإمام مسلم


شارك المقالة: