قتلى الفريقين من الجيش النبوي وجيش العدو في معركة حنين

اقرأ في هذا المقال


قتلى الفريقين من الجيش النبوي وجيش العدو في معركة حنين:

عندما نرجع إلى مصادر الأنساب وإلى التراجم والسير التي تخص تاريخ دين الله الإسلام كالطبري وكالواقدي وابن إسحاق، لم نجد هؤلاء يذكرون سوى أربعة استشهدوا يوم واقعة غزوة حنين الكبرى.

وهم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم:

1- الصحابي الجليل أيمن بن عبيد، وهو ابن أم أيمن حاضنة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف، وعدّه ابن إسحاق من قريش.

2- الصحابي الجليل سراقة بن الحارث من الأنصار رضي الله عنه.

3- الصحابي الجليل رقيم بن ثابت بن ثعلبة بن زيد بن لوذان ويهمله ابن إسحاق، ويذكر بدلاً منه يزيد بن زمعة بن الأسود بن عبد المطلب، بينما يذكر الواقدي أن يزيداً استشهد في حصار مدينة الطائف لا في واقعة حنين الكبرى.

4- الصحابي الجليل أبو عامر الأشعري عم أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما.

أمّا عن قتلى المشركين، فلم يذكر المؤرخون أية تفاصيل عنهم، فلم يذكروا مثلاً أسماء أحد، منهم أربعة رجال من بني مالك
وهم:

ا- اللجلاج.

۲- ورجل يقال له وهب.

3 – عثمان بن عبد الله، وكان سيد قبيلة ثقيف.

4 – عوف بن الربيع وهو الملقب بذي الخمار.

ورغم عدم إعطاء المؤرخين وأهل الأنساب والتراجم جدولاً بأسماء القتلى من مشرکي جيش الأعداء وقبيلة هوازن، فإنّه يفهم من ثنايا حديثهم عن المعركة أن عدد لا يحصى من القتلى بين هوازن وقد كان قتلاً عظيماً.

فمثلاً قد ذكر الواقدي أن قبيلة ثقيف وحدها فقدت في المعركة ما يقارب المائة قتيل، كما ذكر أنّ قبيلة بني نصر وهم قوم القائد العام هوازن وملكها  القائد مالك بن عوف، استحر بينها القتل حتى كادت تفنى، مما حدا ببعض المسلمين من بني نصر هؤلاء إلى أن قال: “اشفاقاً على قومه رغم شركهم، يا نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم هلكت بنو رباب ، فقال نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم: اللهم اجبر مصيبتهم”.

وقبيلة بني نصر من أهم أجنحة جيش هوازن ولا شك أنها تعد بالمئات، ومعنی تصریح أحد أفرادها بأنّ القتل كاد يفنيها ويقضي عليهم ، معناه أن قتلاها بلغوا المئات، وهاتان فقط قبيلتان من جيش هوازن أعداء المسلمين تشم من حديث المؤرخين وأصحاب السير والتراجم  عن ضحاياهما أنّها بلغت المئات، فكم هي إذن الضحايا بين العشائر والقبائل  الأخرى من جيش هوازن؟

لا شك أنّها تعد بالمئات أيضاً، وهذا غير مستغرب أيضاً ما حدث، لأنّ طبيعة المعركة تفرض أن تكون الضحايا كثيرة جداً، لأنّها معركة لم يدر مثلها بعد غزوة مؤتة في الضراوة والشراسة والعنف، حيث صبر الفريقان فيها صبراً عظيماً وكانت معركة عظيمة كبرى.


شارك المقالة: