قصة الصحابي الذي سار على الماء

اقرأ في هذا المقال


يمتلك هذا الصحابي رضوان الله عليه كرامة من الله تعالى ألا وهي كرامة السير على الماء، وهذا دون أن تبتل قدميه، وتعتبر كرامة السير على الماء من الأمور الخارقة للعادة والتي تعتبر كرامة موجودة وثابته وتحدث عنها البعض كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، وفي هذا المقال سوف نتناول التحدث عن قصة ذلك الصحابة الذي منَّ الله عليه بالسير على الماء.

ما هي قصة الصحابي الذي سار على الماء

مَن مشى على الماء من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم؟ فيذكر لنا الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وهذا في أثناء “معركة القادسية“، هذا إلى جانب كافة الرجال الذين كانوا معه آنذاك، الذين كانوا يبلغ عددهم ستمائة من الجند، وهذا حينما ساروا على نهر دجلة في المعركة التي كانت ضد الفُرس حيث أنَّ هذه الحادثة قد ذكرها ابن كثير في كتابة فتح المدائن حيث قال في كتابة بما معناه أنَّه وحينما قام سعد بفتح نهرشير وعندما استقر بها كذلك.

حيث أنَّه فيه صفة لا توجد في أحد ولا شيئاً مما يغنم، بل أنَّهم قد تحولوا بكماهم إلى المدائن، كما وأنَّهم ركبوا السفن آنذاك، كما وضموا السفن إليهم، فلم يجد الصحابي سعد بن أبي وقاص ولو سفينة واحدة وهذا حتى يعبر ذلك النهر، ويُذكر أنَّ نهر دجلة قد زاد بشكل عظيم كما وأنَّ ماؤها قد اسودَّ، ومن كُثرة الماء المتواجد بالنهر أصبحت ترمي بالزبد.

حيث أخبر سعد بأنَّ كسرى يزدجر فإنَّه مستهم بغية أخد الأموال وكذلك كافة الأمتعة آنذاك، وهذا من مدائن اتجاه حلوان، وأنَّه إذا لم يُدركه ويلحق به فإنَّه فات عليه الأمر وتفارط كذلك، فخطب سعد بن أبي وقاص بمن معه وقال لهم بأنَّ العدو قد اعتصم منهم بهذا البحر، وأنَّه لا يخلصون إليهم معه، وهم يخلصون إليهم وهذا إذا أرادوا فينا وشؤنكم في سفنه، وقال لهم أيضاً بأنَّه لا يوجد شيء حتى يخافوا منه، كما وحدثهم قائلاً “قد رأيت أن تُبادروا جهاد العدو بنياتكم قبل أن تحرصكم الدُنيا، ألا إني قد عزمت على قطع هذا البحر إليهم”.

أي أنَّ سعد بن أبي وقاص أراد أن يقطع نهر دجلة وهذا حتى يصل إليهم ويجاهدهم، فردَّ من كان معه وقالوا جميعاً: “عزم الله لنا ولك على الرشد فافعل”، فهمَّ سعد الناس إلى العبور، وكان حينها يقول لهم:” من يبدأ فيحمي لنا الفراض”؛ وكان يقصد بذلك ثغرة المخاضة من الناحية الأخرى.

فأمر سعد بن أبي وقاص آنذاك عاصم ابن عمرو رضي الله عنهما عليهم جميعاً، فوقفوا على حاف نهر دجلة آنذاك وقال لهم عاصم رضي الله عنه: “من ينتدب معي لنكون قبل الناس دخولاً في هذا البحر فنحمي الفرائض من الجانب الآخر؟ فانتدب له قرابة ستين جنداً من الشُجعان، فوقفوا صفوفاً من الجانب الآخر للنهر، فجاء رجل من المسلمين آنذاك وكان قد أحجم الناس حينها على الخوض في دجلة.

وقال لهم: “أتخافون من هذه النطفة؟ وبعد ذلك تلا قول الله عزَّ وجل وقال: “وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ۗ وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ”، ومن ثم اقتحم فرسه بها واقتحم الناس كذلك، حيث أنَّ الستون فرداً قد انقسموا إلى ثلاثين من الذكور وثلاثين من الإناث.

وعندما شاهدهم الفرس يطفون على سطح الماء قالوا حينها: “ديواناً ديوانا، ويقولون مجانين مجانين، وقالوا حينها: “والله ما تقاتلون إنساً بل تقاتلون جناً”، وبعد ذلك أرسلوا فرسانا منهم وهذا في الماء، وكانوا يلتقون المسلمين وذا حتى يمنعونهم من قطع الماء وخرقه، وعنده أمر عاصم رضي الله عنه وأصحابه أن يأتوهم بالرماح وأن يتوخوا الأعين كذلك، ففعلوا كل هذا بالفرس فعمدوا إلى قلع أعين الخيول، فعادوا إلى المسلمين وكانوا حينها لا يملكون كف خيولهم إلى أن خرجوا من الماء.

واتبعهم الصحابي عاصم بن عمر رضي الله عنه، مع أصحابه فساقوا ورائهم إلى أن أزالوهم عن الجانب الآخر وطردوهم كذلك، ووقفوا حينها على حافة نهر دجلة وهذا من الجانب الآخر، أمَّ عن بقية الستمائة من الجنود فقد نزلوا دجلة وخاضوها كما ووصلوا إلى أصحابهم وهذا من الطرف الآخر، فعمدوا إلى القتال مع أصحابهم إلى أن طردوا كافة جنود الفرس عن ذلك الجانب، وحينها كانوا يسمون الكتبة الأولى بكتيبة “الأهوال”، والتي كانت حينئذ بإمارة عاصم بن عمر، أي كان أميراً عليها، وأمَّا عن الكتيبة الثانية فكانت تسمى بكتيبة الخرساء، وكان يأتمرها القعقاع بن عمرو.

وهذا كله من الكتيبتين إلى جانب سعد بن أبي وقاص والمسلمين كانوا ينظرون إلى الذي سيفعله الفرس، وكان حينها سعد رضي الله عنه واقفاً على شاطئ دجلة آنذاك، وبعد ذلك نول الصحابي سعد رضي الله عنه مع بقية الجيش وهذا عندما نظروا إلى الجانب الآخر من النهر وكانت قد تحصن وهذا بمن حصل فيه من الفرسان المسلمين، وحينها قد أمر سعد المسلمين عند دخولهم للماء أن يقولوا:” نستعين بالله ونتوكل عليه، حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم”.

ثم اقتحم رضي الله عنه ماء دجلة، كما واقتحم الناس كذلك ولم يختلف عنه أحد، وعندها كانوا يمشون فيه كمن يمشي على وجه الأرض وهذا إلى أن ملؤا ما بين الجانبين، أي أنَّ الفرسان والرجال كانوا يغطون نهر دجلة ولا يُرى النهر منهم، وجعل الناس كذلك يتكلمون على وجه الماء كمن يتكلم على وجه الأرض؛ ويرجع هذا الأمر إلى إحساسهم بالطمأنينة والأمن كذلك.

وبسبب وثوقهم بأمر الله عزَّ وجل، ووثوقهم بنصر الله تعالى وتأييدهم لهم؛ وهذا لأنَّ أميرهم هو الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، الذي كان أحد العشرة الذين بُشِّروا بالجنة، كما وأنَّ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قد توفي وهو راضٍ عنه، كما وأنَّه قد دعا له وقال:” اللهم أجب دعوته، وسدد رميته”، فإنَّ الله أجاب دعوة سعد ونصرهم آنذاك، وسدد رميته عندما رمى بهم في هذا اليم وسلمهم.

فلم يُفقد حينها ولا رجل، إلى رجل واحد كان يُدعى ب” غرقدة البارقي” حيث أنَّه قد زلَّ عن فرس كانت له شقراء، حيث أنَّ القعقاع بن عمرو قد أخذ بلجامها آنذاك، كما وأَّه قد أخذ بيد هذا الرجل وقام بتعديله على فرسة حينها وكان من الشُجعان، فقال حينها:” عجز النساء أن يلدن مثل القعقاع بن عمرو“.


شارك المقالة: