مالك بن مغول والرواية

اقرأ في هذا المقال


الحمدُ للهِ على نعمةِ القرْآنِ الكريم والحديثِ والسُّنَّةِ نبراسِ الأمَّة ومرجِعِها في التشريعِ والأحكامِ، والحمدُ للهِ أنْ هيأَ لَهُما منْ عبادِهِ من نَقلُوها للأمَّةِ الإسلاميَّة في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، لِيَتِمَّ وعْدُ الله سُبْحانَه وتعالى، ولَقدْ كانَ للحديثِ النَّبويِّ من نصيبِ الأمَّة الحظُّ الوافِرُ منَ الاهتمامِ لما يَحْمِلُهُ من بيانٍ وتوْضِيحٍ، ولقدْ امتَدَّت مسيرَة الرِّوايةِ بينَ الأجْيالِ منْ زمنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّم إلى الصّحابَةِ الكرامِ إلى التَّابعينَ منْ بعدِهم، وها نحنُ نعيشُ لَحَظَاتِ نقْلِهِ لِنَصِلَ إلى زمنِ التّابعينَ الأخيارِ ونَصِلُ في الكتابَة عنْهمْ إلى الرَّاوي المُحَدِّثِ مالِكِ بنِ مغْوَلٍ فَتعالوا نَقْرأُ في سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ.

نبذة عن مالك بن مغول:

هوَ: التَّابعيُّ الجليلُ، أبو عبدِ اللهِ وقيلَ أبو عبدِ الرَّحمنِ، مالكُ بنُ مِغْوَلٍ، البَجَلِيُّ الكُوفِيٌّ، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، والبَجَليُّ لِنَسَبِهِ إلى بَجِيلَةَ، والكوفِيُّ لأنّه كانَ يسكُنَ الكُوفَةَ بالعراقِ، وكانَ صاحِبُ علمٍ وثِقّةِ في الرِّوايَةِ وكانَتْ وفاتُهُ في العامِ الثَّامِنِ والخَمْسينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجرَةِ وقيلَ التاسعُ والخمْسينَ بعدَ المائَة يرْحَمُهُ الله.

روايته للحديث:

كانَ الرَّاوي المُحَدِّثُ مالِكُ بنُ مِغْوَلٍ الكُوفِيُّ منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ وقدْ روى الحديثَ عنْ جيلِ التَّابعينَ أقرانِه والكبارِ منْ أمثالِ: نافِعِ مولَى ابنِ عُمَرَ وعبدِ الرّحمنِ النَّخْعيِّ وعبدِ اللهِ بنِ بُرَيْدَةَ وطَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ ومنصُورِ بنِ المُعْتَمِرِ والسُّبَيْعِيِّ أبي إسحاقَ وسِماكِ بنِ حَرْبٍ وعامِرٍ الشَّعْبِيِّ والزُّبيْرِ بنِ عَدِيٍّ وغيرِهم يرْحَمُهُمُ الله.

أمَّا منْ رَوَى الحديثِ منْ طريقِ مالِكِ بنِ مِغْوَلٍ فَهُم رُواةٌ كُثُرٌ منْهُم: زائِدَةُ بنُ قَدَامَةَ وسٌفْيانُ الثَّوْرِيُّ وشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ وسُفْيانُ بنُ عُيَيْنَةَ وعبدِ اللهِ بنِ المُباركِ والفَضْلُ بنُ دُكَيْنٍ ووَكيعُ بنُ الجَرَّاحِ ويحيَى بنُ سعيدٍ القَطَّانُ ومُحَمَّدُ بنُ سابِقٍ التَّمِيمِيُّ وغيْرُهُمْ يَرْحَمُهُمُ اللهُ، كما كانَ منَ الثِّقاتِ في روايةِ الحديثِ عندَ كثيرٍ من أهلِ الحديثِ وحديثُهُ عندَ أصْحابِ الكُتُبِ السِّتَّةِ.

من رواية مالك بن مغول للحديث:

مِمَّا جاءَ منْ روايَةِ الحديثِ منْ طريقِ مالكِ بنِ مِغْوَلٍ ما أوْرَدَهُ الإمامُ البُخاريُّ رحِمَهُ اللهُ في صَحِيحِهِ في كتابِ المَنَاقِبِ: ((حذَثَنا الحَسَنُ بنُ الصَّبَّاحِ، حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَابِقٍ، حدَّثَنَا مالِكُ بنُ مِغْوَلٍ، قالَ: سَمِعْتُ عَونَ بنَ أَبِي جُحَيْفَةَ ذَكَرَ عنْ أَبِيهِ قالَ: دُفِعْتُ إلَى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ وهُوَ بِالأَبْطَحِ فِي قُبَّةٍ كانَ بالْهَاجِرَةِ، خَرَجَ بِلَالٌ فَنَادَى بالصَّلاةِ، ثُمَّ دَخَلَ فأخْرَجَ فَضْلَ وُضُوءِ رسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَوَقَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ يَأخُذُونَ مِنْهُ، ثُمَّ دَخَلَ فَأخْرَجَ العَنَزَةَ ـ عصاً لها أسنانُ الرُّمْحِ ـ وخَرَجَ رسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَأنِّي انْظُرُ إِلَى وَبِيصِ سَاقَيْهِ، فَرَكَزَ العَنَزَةَ ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، والعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ الحِمَارُ والمَرْأَةَ )). رقمُ الحديثِ3566.


شارك المقالة: