ما جاء عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم في آداب العيد:
كان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد والكثير من الوصايا التي كان يحث الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وجميع الناس على قولها وفعلها والقيام بها، لما لتلك الوصايا من دور وفضل كبير في رفعة الإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، ولما لها من نفعه كبيرة وأجر عظيم له.
من آداب العيد:
إن الاغتسال والتجمل للعيد هو من آداب العيد، حيث قد نقل ذلك عن عدد من السلف من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وأيضاً من بعدهم وكان ذلك اقتداء بالنبي الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقد قال ابن القيم:” وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلبس لهما (أي للعيدين) أجمل ثيابه، وكان له حُلة يلبسها للعيدين والجمعة “.
إن الرجل يخرج على هذه الصفة من التجمل للعيد، وأما عن النساء فإن الناس إذا خرجن لأداء صلاة العيد وغيرها يخرجن على الصفة التي أذن بها للنساء النبي الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا شهدت النساء الصلاة حيث قال: “لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تَفِلات (غير متطيبات)” رواه أبو داود.
وقد قال ابن حجر: ” ويلحق بالطيب ما في معناه، لأن سبب المنع منه ما فيه من تحريك داعية الشهوة، كحسن الملبس والحلي الذي يظهر، والزينة الفاخرة، وكذا الاختلاط بالرجال “.
وفي عيد الفطر السعيد يُشرع التكبير وذلك يكون من ليلة العيد حتى حضور وقت صلاة العيد، حيث ثبت عن الرسول الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ “أنه كان يخرج في يوم عيد الفطر فيكبِّر حتى يأتي المُصلَّى، وحتى يقضيَ الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير”.
قال الحافظ البغوي: ” ومن السُّنة إظهار التكبير ليلتي العيد مقيمين وسفراً، وفي منازلهم ومساجدهم وأسواقهم، وبعد الغدو في الطريق وبالمصلى، إلى أن يحضر الإمام “.
وإذا أراد الشخص المسلم الخروج لأداء الصلاة في عيد الفطر فالمُستحب للمسلم أن يأكل تمراتٍ وذلك اقتداءً بنبينا ـ صلى الله عليه وسلم، فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: “كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمراتٍ، ويأكلهن وِتراً” رواه البخاري.
وعن بُريدة ـ رضي الله عنها ـ قالت: “كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ويوم النحر: لا يأكل حتى يرجع فيأكل من نسيكته” رواه الترمذي.
وأيضاً يَستحب في يوم العيد الذهاب إلى صلاة العيد من طريق والرجوع من طريق آخر غير الطريق الذي قدم منه، لحديث الصحابي جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: “كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا كان يوم العيد خالف الطريق” رواه البخاري .
كما أنه ليس لصلاة العيد لا أذان لها وأيضاً لا إقامة لها، فعن جابر بن سمُرة ـ رضي الله عنه ـ قال: “صليت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذانٍ ولا إقامة” رواه مسلم .
حيث قد تأكد من هدي النبي الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحياته عليه الصلاة والسلام حرصه على صلاة العيد، فلم يتركها النبي في عيد من الأعياد منذ أن شُرِعَت حتى مات النبي الكريم محمد عليه ـ الصلاة والسلام ـ، ومن تأكدها أن النبي الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمر بها النساء المعذورات، فعن أم عطية الأنصارية ـ رضي الله عنها ـ قالت: “أمرَنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن نخرجهن في الفطر والأضحى: العواتق والحُيَّض وذوات الخدور، فأما الحَيَّض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين” رواه البخاري، وفي لفظ: ( يعتزلن المُصلَّى ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “إنَّ صلاة المؤمنات في البيوت أفضل لهنَّ من شهود الجمعة والجماعة إلا العيد، فإنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمرهنَّ بالخروج فيه “.
كما يستحب للشخص المسلم أن يسمع الخطبة لما في الاجتماع على الخطبة من الخير ومن الدعاء وأيضاً من الذكر، والأهم معرفة أحكام وآداب العيد، كما أن التهنئة بالعيد هو أمرٌ حسنٌ طيبٌ لفعل صحابة النبي الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقد ذكر ابن حجر في فتح الباري عن جبير بن نفير قال: ” كان أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبَّل الله منا ومنك “.
العيد كان في حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبارة عبادة وعن نُسُك، والعيد هو مظهر من مظاهر الفرح والسعادة بفضل الله سبحانه وتعالى ورحمته، والعيد فرصة كبيرة وعظيمة لصفاء القلوب والنفوس، وهي وسيلة لإدخال السرور والفرح والمحبة على الأهل والأولاد والأصحاب وعلى جميع الناس، والعيد لا يعني الانفلات من التكاليف، ولا يعني التحلل من الأخلاق ومن الآداب، بل لا بد في العيد من وجوب الانضباط واتباع الضوابط والآداب التي شرعها لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.