ما مقدار عمر آدم عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


مقدار عُمر آدم عليه السلام:

لقد توفي آدم واختلفت الروايات في تحديد عمره فجاءت أقوال العلماء على النحو التالي:

– إنه مات وكان مقدار عمره ألف سنة، قاله مجاهد وذكره القضاعي في تاريخه.
– إنه مات وكان مقدار عمره ألفِ سنةٍ إلا أربعين عاماً، قاله الضحاك عن أبن عباس.
– إنه مات وكان مقدار عمره تسعمائة وثلاثين سنة، هذا ما جاء في الكتاب المقدس وهو معتقد كل من اليهود والنصارى فقد جاء في سفر التكوين: فكانت كل أيام آدم التي عاشها تسع مائة وثلاثين سنة ومات”.
كيف وفق العلماء بين هذه الأقوال: لقد حاول بعض العلماء التوفيق بين الروايات السابقة التي تُبين أن هناك اختلافاً بين ما ذكره العلماء وما ورد في التوراة، فقال ابن الأثير: وعلى رواية أبي هريرة التي فيها أن آدم وهب داود من عمره ستين عاماً ولم يكن كثير اختلاف بين الحديثين وما في التوراة من أن عمر كان تسعمائة وثلاثين سنة، فلعلَ الله ذكر عمره في التوراة سوى ما وهبه لداود.

غسل آدم وتكفينه والصلاة عليه:

إنّ غسل الميت وتكفينهُ والصلاة عليه هي السنة المتبعة للميت، وقد ابتدأت هذه السنة بآدم عليه السلام، فقد علّمت الملائكة ابنه شيث كيف يكون غسل الميت وكيف يكون تكفينه والصلاة عليه. فقد ذكر علماء السِير والتاريخ عن يحيى قال رأيتُ شيخاً بالمدينة يتكلم؟ فسألت عنه فقالوا هذا أبي بن كعب فقال: إنّ آدم لما حضرهُ الموت قال لبنيه: أي بُني إني أشتهي من ثمار الجنة قال: فذهبوا يطلبون له فاستقبلتهُم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بُني آدم ما تريدون وما تطلبون، أو ما تريدون وأين تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض وأشتهي من ثمار الجنة فقالوا لهم: ارجعوا قد قُضي أبوكم فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عني خلي بيني وبين ملائكة ربي عزّ وجل فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه وحفروا له وألحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه ثم قالوا يا بني آدم هذه سنتكم: قال ابن كثير: هذا إسنادٌ صحيح إليه، أي صحيح الإسناد إلى أبي بن كعب.
وأخرج الحاكم في مستدركه عن سُمرة بن جندب عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “لما تُوفي آدم غسلتهُ الملائكة بالماء وتراً وألحدُوا له، وقالوا هذه سنة آدم في ولده“، قال الحاكم هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يُخرجاه.
وقيل إن شيث ولده هو الذي قام بالصلاة على أبيه، فقد ذكر الثعلبي والطبري وابن سعد وابن الأثير عن ابن عباس قال: “فلما مات آدم قال شيث لجبريل صلي على آدم، فقال له جبريل تقدم أنت فصلّي على أبيك، فصلّى عليه وكبر ثلاثين تكبيرة، فأما خمس فهي الصلاة، وأما خمس وعشرون فهي تفصيل لآدم”.
وأقيم العزاء لآدم عليه السلام، وجاءت الملائكة معزّيةً ولدهُ شيث فهو خليفتهُ من بعده وهو من قام بأعباء العزاء وغيرها، وهو النبي الموحى إليه وبموت آدم عليه السلام طُويت صفحة أبي البشريةِ وأول نبيٌ لها ألا رحِم الله آدم عليه السلام وأسكنه فسيح جناته وجمعنا به إنه على كلِ شيءٍ قدير.

موضع دفن آدم عليه السلام:

اختلف في موضع دفن آدم عليه السلام على عدة أقوال وأهمها:

1. دُفن على جبل سرنديب بالهند، ذلك الجبل الذي أهبط إليه يًقال له جبل نُوذ وهذا الرأي مرويٌ عن أبي صالح عن ابن عباس وقال به الثعلبي.
2. أنه تُوفي بمكة، وذلك عندما كان في الحج في تلك السنة وكان معه ولده شيث فدفنهُ ابنه شيث في جبل أبي قبيس في غار يُقال له الكنز، وهذا الرأي مروي عن مقاتل.
3. أنه توفي بِمنى ودُفن بمسجد الخِيف، وهذا الرأي مروي عن عطاء وحكاه ابن عباس قال وحملتهُ الملائكة من مِنى إلى الكعبة، فصلت عليه عندها وطافوا به، ثم ردوه إلى مسجد الخيِف ودُفن هناك.
4. قيل أنه دُفن في مغارةٍ تقع ما بين بيت المقدس وقبر الخليل، وهذا القول عن عبد الله بن أبي فراس ورواه ابن عساكر.
5. وقيل إن نوحاً عليه السلام لما كان الطوفان حملهُ هو وحواء في تابوت فدفنهما في بيت المقدس، وقيل بل دفنه في أبي قبيس في غار الكنز.
إن جميع هذه الأقوال محتملة وهي من قبيل الظن، وليس لدينا ما يُرجح قولاً على قول الله تعالى، فالله تعالى هو أعلم بالصواب.


شارك المقالة: