ما هي أركان عقد الكفالة؟

اقرأ في هذا المقال


يقوم أي عقد من عقود المعاملات المالية الإسلامية على مجمودعة من الأركان، حتى يُصبح العقد صحيحاً، ويجب توافر جميع هذه الأركان وبشروط معيّنة لكل منها، وعقد الكفالة هو عقد يقوم على خمسة أركان كما هو عند جمهور الفقهاء، وهي الصيغة، والكفيل، والمكفول عنه، المكفول له والمكفول، وسنتحدّث عن كل ركن من أركان الكفالة في هذا المقال، بإذن الله تعالى.

أركان عقد الكفالة:

الصيغة:

ونعني بالصيغة الإيجاب والقبول كما في كل العقود، فيصدر الإيجاب من الكفيل بكفالة المكفول له، والقبول من المكفول له، فهو صاحب حق، يحق له أن يُطالب الكفيل به، واختلف الفقهاء في ضرورة قبول المكفول له، وأن الكفالة يُمكن أن تتم فقط بإيجاب الكفيل، لكن الرأي الراجح في ذلك أن الكفالة من العقود التي تقوم على إرادتين، والرضا شرط إتمام العقد ويكون من الكفيل والمكفول له.

وتتم الكفالة بأي لفظٍ يُقصد به أن يتعهّد الكفيل في تأدية المكفول للمكفول له، وهذا يكون بالالتزام والصراحة في الضمان.

الكفيل:

بما أن الكفالة من عقود التبرعات فقد اشترط الفقهاء أن يكون الكفيل أهلاً لعقدها، فلا تجوز الكفالة من المجنون أو الصبي وإن كان مُجازاً من ولي أمره، ولا يجوز الإكراه في عقد الكفالة. أمّا في مرض الموت فالكفالة صحيحة فيما لا يتجاوز ثلث التركة، وغير ذلك تتوقّف الكفالة على أن يُجيزها ورثة الكفيل.

المكفول له:

في المكفول له ثلاثة شروط، مختلف فيها:

  • أن يكون المكفول له معروفاً للكفيل، وهذا من الشروط التي اعتمدها الحنفية والشافعية، أما المالكية والحنابلة فلم يعتبروه شرطاً، استدلالاُ بجواز كفالة الميّت دون معرفته، والتبرّع هنا بالتزام دفع المال ولا مشكلة في عدم معرفة المكفول له.
  • شروط بلوغ العقل، وهذا شرط الحنفية في المكفول له، فالكفالة عقد يقوم على الإيجاب والقبول، فيُجيب الكفيل ويقبل المكفول له، أما جمهور الفقهاء فقالوا بأن الكفالة قد تتم بإيجاب الكفيل دون الحاجة للقبول من المكفول له، وليس من الضروري أن يكون المكفول له أهلاً للقبول.
  • رضا المكفول له، فمن رأى بأن الكفالة تتم بالإيجاب والقبول من الكفيل والمكفول له، فقد اشترط رضا المكفول له في الكفالة، أما من يرى بأن الكفالة تتم بإيجاب الكفيل فقط، فليس لرضا المكفول له أهمية في صحة العقد، فالتزام الكفيل بتأدية الدَّين للمكفول له لا يضر به، وإنّما هي أداء لحقه.

المكفول عنه:

من شروط بعض الفقهاء في صحة عقد الكفالة أن يكون المكفول عنه معلوماً، لكن جمهور الفقهاء لم يشترطوا ذلك فالكفالة هي تبرّع بالتزام مال، وليس من الضروري معرفة من يتبرّع له، والكفالة لمدهول جائزة إذا لم تكن معلّقة بشرط، كما اتّفق الفقهاء على عدم اشتراط رضا المكفول عنه في الكفالة.

محل الكفالة- المكفول:

يمكن تحديد المكفول بناءً على المكفول به، فمن الممكن أن تكون الكفالة بالمال (الضمان)، أو تكون الكفالة بالنفس (كفالة الوجه، كفالة البدن).


شارك المقالة: