ما هي قصة توبة صاحب فاحشة؟

اقرأ في هذا المقال


قصة توبة صاحب فاحشة:

لقد روي عن كعبِ الأحبارِ، أنّ شخصاً من بني إسرائيل عملَ فاحشةً، وقام بالدخولِ إلى نهرٍ من أجلِ أن يغتسل فيهِ، فسمع صوتاً من الماءِ يقولُ له يا فلان، ألّا تستحي من ذنبك وتتب منهُ فقد قُلت أنّك لن تعود إليه، فنهضَ من الماءِ مفزوعاً ويقولُ في نفسهِ لن أعصي الله تعالى.

فصعد على جبلٍ وعليهِ اثنا عشرَ رجلاً كانوا يعبدون الله، ولم يَدومَ معهم حتى قحطَ موضعهُم، ونزلوا عن الجبلِ إلى مكانٍ بجانب النهرِ يطلبون الماءَ، ومرّوا على ذلك النهر، فقال لهم الرجل: أنا لن أذهب معكم، قالوا له لماذا: قال لهم: لأنّ هناك أحدٌ قد نظرَ إلى خَطيئتي وأنا أستحي منهُ أن يراني مرةً أخرى.

فذهبوا عنهُ وتركوهُ، وصار النهرُ يُناديهم، يا أيّها العِباد! ما الذي فعلهُ صاحبكم، قالوا: أنّهُ يُوجدُ هنا أحدٌ قد اطلعَ على خطيئتهِ وهو يستحي منهُ أنّ يراهُ مرةً أخرى، قال: يا سبحان الله، إنّ أحداً منكم يزعلُ على ابنهِ أو على قرابةٍ، فإنّ تاب وعادَ إلى ما يُحب أحبهُ، وأن صاحِبكم قد تابَ وعادَ إلى كلّ ما يُحب، فأنا أحبّهُ، فاذهبوا إليه وأخبروهُ، واعبدوا ربكم على شاطئي، وأخبروهُ وجاءَ معهم، وصاروا يعبدون الله، وأنّ صاحب الفاحشة قد مات وناداهم النهرُ وقال:

يا أيّها العبيد والزُهاد، اغسلوهُ من مائي، واعملوا على دفنهِ فوقَ شاطئي، حتى يُبعثَ يومَ القيامةِ من القُربةِ مني، ففعلوا ذلك بهِ، وقالوا: سنبيتُ هذه الليلة هنا عندَ قبرهِ لنبكي، وإنّ طلعَ الصباح سنمشي من هنا. فباتوا عِند قبرهِ يبكون، وحينما حلّ وجه السَحرِ غَشيهُم النوم، وعندما جاء الصباح، أنبتَ اللهُ على قبر هذا الرجل اثنتي عشرَ سِروةً، وشجرَ السرو هو أولُ شجرٍ أنبتهُ الله على هذه الأرض.

وقالوا: إنّ ما أنبتَ الله شجر السرو في مثلِ هذا المكانِ، إلّا وقد أحبّ الله عِبادتنا فيه، فصاروا يعبدون الله على قبرِهِ، وأنّهُ كلما تُوفي رجلٌ قبروهُ بجانبهِ، وماتوا جميعهم، وقال كعبَ: إنّ بني إسرائيل كانوا يحجون إلى قبورهم أخبارُ التائبين من بعضِ صحابة النبي عليه الصلاة والسلام.


شارك المقالة: