لم نَزلْ نستزيدُ من أثَرِ علْمِهم، نجومٌ تلألأت في سماء الأمّة حملت وحيَ نبيِّها محمدٍ صلّى الله عليهِ وسلَّمَ، وقطارٌ سارَ بالحديث النَبويّ الشّريفِ، وكان الصّحابة الكرام أول من ركب قطار الرّواية للحديث، حفِظوهُ ووَعَوْهُ منْ مصدَره الأصيلِ، وخرّجوا في العلم آلافاً من التّابعين الكرام بما أخذوه من روايَتهم، دعونا نمر بينّهم نبحَثُ عنْ أسمائِهم نستّضِلُّ بعلمهم،دعونا نجلسُ ضُيوفاً عند راوٍ منهم، إنّه محمّدُ بنُ إبراهيمَ التَيْمِيِّ، فتعالوا نقرأُ في سيرته.
نبذة عن محمد التّيمي
هو: التّابعيّ الجليلُ، محمّدُ بنُ إبراهيمَ بنُ الحارثِ التَيْمِيِّ، من رواة الحديث النّبويّ الشّريفِ، له صلة قرابة بأبي بكرٍ الصّدّيقِ فهوَ ابنُ عمِّهِ، كان من أعلام المدينةِ المنوَّرةِ في زمانِهِ ، واشْتُهِر بالفقه بالإضافة للحديث النّبويِّ، وكانت وفاتُه في العامِ العشرين بعد المائة من الهجرة النّبويَّة يرحمه الله.
روايته للحديث
كان محمّدُ بنُ إبراهيم التّيْمِيُّ، من رواة الحديث النّبويِّ الشّريفِ عن كثيرٍ من الصّحابة الكِرامِ وممّنْ روى عنهم منهم: أسامةَ بنِ زيدٍ وأنسِ بنِ مالكَ وجابرِ بنِ عبدِاللهِ وأبي سَعيدِ الخُدْريِّ وأمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضي الله عنهم، كما روى الحديثَ عنْ جُملَةِ من التّابعينَ من أمثالِ: عامرِ بنِ سعدٍ وعروةَ بنِ الزُّبيرِ وأبي سَلَمَةَ بنِ بن عبدالرّحمنِ وعطاءِ بنِ يسارٍ وعيسى بنِ طلحَة وغيرهم كثير يرحمهم الله، كما روى الحديثَ من طريقِهِ كثيرٌ من الرّواةِ كسعدُ بنُ سعيدٍ وعبدُ الرّحمنِ الأوزاعيُّ ومحمّدُ بنُ مسلمٍ الزّهريُّ ويحيى بنُ أبي كثيرٍ وغيرهم يرحمهم الله وكان من أهل الثّقة في الرّوايةِ وحديثُهُ عندَ جماعةِ الحديثِ.
من رواية محمّد التيمي للحديث
ممّا ورَدَ من روايةِ محمّد بنِ إبراهيمَ التّيمِيِّ للحديثِ ما أورَدَه الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ في صحيحه: (( وحَدَّثَنِي مُحمّدُ بنُ أبي عمرَالمكِّيُّ، حدّثنا عبدُ العزيزِبنُ مُحمّدٍ الدَرَاوَرْدِيُّ، عنْ يزيدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الهَادِ، عن مُحمّدِ بنِ إبراهيمَ، عنْ أبي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الرّحمنِ، عن عائشَةَ رضي الله عنها، أنّها قالَتْ: إنْ كانَتْ إحْدانا لَتُفْطِرُ في زمانِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فَمَا تَقْدِرُ على أنْ تَقْضِيهِ معَ رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم حتَّى يأتِي شَعبانُ.)). من كتابِ الصِّيامِ، رقم الحديث1146.