محمد بن الوليد الزبيدي والرواية

اقرأ في هذا المقال



لقدْ حَظيَ الحديثُ النَّبويُّ الشَّريف من علمِ الأمَّة حظاً كبيراً في العلمِ والتَّعلُّمِ، وقد سار بمسارٍ دقيقٍ بمنهج علميٍّ في التَّثَبُّتِ والنَّقلِ حتَّى وصلَ إلينا في كتبِ الحديثِ المختَلِفَةِ، وقد كانَ لسنَدِ الحديثِ طبقاتٍ صُنِّفَت حسب الأجيالِ المتَتابِعة في النقلِ منْ زمنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وقد بدأنا بجيلِ الصَّحابَةِ رُضوانُ اللهِ عليْهِم ثمَّ إنتَقلنا إلى الجيلِ الثَّاني وهو جيلُ التَّابعين، وهانحن في ديارِ التَّابعينَ نبْحَثُ عنْهم، حتَّى وصَلْنا إلى الرّاوي المُحَدِّثِ مُحَمَّدِ بنِ الوليدِ الزُّبيدِيِّ يرْحَمُهُ اللهُ، فتعالوا نقْرأُ في سيرَتِه مع الحديث النَّبوَي الشَّريف.

نبذة عن محمد بن الوليد الزبيدي:

هو: التَّابعي الجليلُ، أَبو الهُذَيلِ، مُحَمَّدُ بنُ الوَليدِ الزُّبيدِيُّ الحِمْصِيُّ، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، رٌويَ أنَّ ولادَتَهُ كانَتْ في زمنِ خلافَةِ عبدِ الملكِ بنِ مروانَ، كانَ من علماء وفقهاءِ الشَّامِ في حمصَ، وكانَ يُعْرَفُ بالإمامِ الحُجَّةِ الحافِظِ، جلَس في التَّعلُّمِ إلى الإمامِ ابنِ شِهابٍ الزُّهْريِّ وأخَذَ منهْ كثيراً من العلمِ في الحديثِ، وكانَتْ وفاتُهُ رَحِمَهُ اللهُ في العامِ السَّادِسِ والأَربَعينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ وقيلَ في السَّابعِ والأربعينَ بعدَ المائَةِ.

روايته للحديث:

كانَ مُحَمَّدُ بنُ الوَليدِ الزُّبيدِيُّ منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ وقدْ رَوَى الحديثَ عنْ كثيرٍ منَ التَّابعينَ منْ أمثالِ: ابنِ شهابٍ الزُّهرِيِّ ونافِعٍ مولى عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ وعَمْرِو بنِ شُعَيِْبٍ وسعيدٍ المَقْبُرِيِّ وراشِدِ بنِ سَعْدٍ وسعدِ بنِ إبراهيمَ وغيرِهمْ يرْحَمُهُمُ اللهُ.

أمَّا منْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ مُحَمَّدُ بنُ الوَليدِ الزُّبيدِيِّ فَمِنْهُمْ: عبدُ الرَّحمنِ الأوَُْزاعِيُّ وفَرَجُ بنُ فُضالَةَ وشعيبُ بنُ أبي حَمْزَةَ وغيرُهم كثيرٌ يرحَمُهُمُ اللهُ، كما وثّقَهُ كثيرٌ منْ أهل الحديثِ وروى لهُ جماعَةُ الحديثِ.

من رواية محمد بن الوليد الزبيدي للحديث:

مِمَّا ورَدَ منْ رِوايَةِ الحديثِ من طريقِ مُحَمَّدِ بنِ الوليدِالزُبَيْدِيِّ ما أورَدَهُ الإمام مسلِمُ بنُ الحَجَّاجِ في صَحِيحِهِ في كتابِ الإمارَةِ: (( حدَّثَنا منْصُورُ بنُ أَبِي مُزاحِمٍ، حدَّثَنا يَحْيَى بنُ حَمْزَةَ، عنْ مُحَمَّدِ بنِ الوَلِيدِ الزُّبيْدِيِّ، عنِ الزُّهْرِيِّ، عنْ عَطاءِ بنِ يَزيدَ اللَّيْثِيِّ، عنْ أَبِي سَعيدٍ الخُدْرِيِّ، أنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ، فَقالَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ فقالَ: ( رَجُلٌ يُجاهِدُ في سَبِيلِ اللهِ بِمالِهِ وَنَفْسِهِ ). قالَ: ثُمَّ منْ؟ قالَ: (مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعابِ يَعْبُدُ اللهَ رَبَّهُ، ويَدَعُ النَّاسَ منْ شَرِّهِ ). رقمُ الحديثِ1888/122 )).


شارك المقالة: