من وصايا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام:
كان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الوصايا والفضائل التي كان يحث صحابة الكرام رضوان الله عليهم وجميع الناس على قولها وفعلها والقيام بها، لما لتلك الوصايا والفضائل في رفعة الإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، ولما لها من نفعه كبيرة وأجر عظيم له.
في فضل ركعتي الفجر:
وكان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يوصي بركعتي الفجر وهو ما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رجل: “يا رسول الله، دلني على عمل ينفعني الله به، قال: «عليك بركعتي الفجر، فإن فيهما فضيلة»”.[رواه الطبراني في الكبير]
وكان يوصي النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأهمية صلاة ركعتين قبل صلاة الفجر حيث قال: “سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «لا تدعوا الركعتين اللتين قبل صلاة الفجر، فإن فيهما الرغائب»”.
ومن أهمية صلاة ركعتين قبل الفجر هو ما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “«ركعتا الفجر، خير من الدنيا وما فيها»”. [رواه مسلم]
في عدم الالتفات في الصلاة:
وقد أوصى النبي الكريم محمد صلى الله عليه بعدم الالتفات في الصلاة وهو ما روي عن أنس – رضي الله عنه – قال: “قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «يا بني إياك والالتفات في الصلاة، فإن الالتفات في الصلاة هلكة»”.[رواه الترمذي وقال حديث حسن، وفي بعض النسخ صحيح]
ومن الأحاديث على ذلك هو ما روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: “قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «إن العبد إذا قام في الصلاة، فإنه بين عيني الرحمن تبارك وتعالى، فإذا التفت قال له الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم إلى من تلتفت؟ إلى خير مني؟ يا ابن آدم أقبل على صلاتك، فأنا خير لك مما تلتفت إليه»”.[رواه البزار]
فضل الإخلاص:
ومن وصايا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو الأخلاص في الدين وهو ما روي عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – أنه قال – حين بعث إلى اليمن -: “يا رسول الله، أوصني قال – صلى الله عليه وسلم -: «أخلص دينك يكفك العمل القليل»”.
وقدم وصف النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم المخلصين بأنّهم مصابيح الهدى وهو ما روي عن ثوبان، قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “«طوبى للمخلصين، أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء»”. [رواه البيهقي]
وقد روي في حديث آخر عن أبي أمامة – رضي الله عنه -، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنّه قال: “«إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا وابتغي به وجهه»”. (رواه النسائي).
لمن كانت له حاجة إلى الله:
وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يدل الناس على طريقة للتقرب من الله وأيضاً طلب الحاجة منه عز وجل وهو ما روي عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: “قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من بني آدم، فليتوضأ فليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين، ثم ليثن على الله، وليصل على النبي، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا حاجةً هي لك رضًا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين»”، وزاد ابن ماجه بعد قول يا أرحم الراحمين: “«ثم يسأل من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر»” [رواه الترمذي وابن ماجه].
صلاة الاستخارة:
وقد أوصى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بصلاة الاستخارة وهو ما روي عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: “كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: «إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم: فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال: عاجل أمري وآجله- فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: في عاجل أمري وآجله – فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به. قال: ويسمي حاجته»” [رواه البخاري وأبو داود والترمذي].
ومن الأحاديث التي تتعلق بهذا الأمر هو ما روي عن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – قال: “قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «من سعادة ابن آدم استخارته الله عز وجل»”. [رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والحاكم] وقد وزاد: “ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله” وقال: صحيح الإسناد.