هشام الدستوائي والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كان للحديثِ النّبويِّ الشّريف على مرِّ العصور منزلةٌ عند علماء الأمَّةِ الإِسْلامِيَّةِ ونصيبٌ منْ روايَتِهِم وطَلَبِهم للعلم، وذلكَ أنَّ الأمَّة على علمٍ بأهَمِيَّة الحديثِ النَّبويِّ كمصدرٍ منْ مصادِرِ التّشريع، وقدْ توافد الكثيرُ على تعلّمه وحفضه ونقلِه إلى الأجيال اللّاحقة حتَّى وصَلَ إلى زماننا بهيئته المُثبَتَةِ في كتبِ الحديث المُخْتَلِفَةِ، وما زلنا عند عصرِ التّابعينَ الأخيار في نقل الحديث، نبحثُ عن أسمائهِم وروايَتِهمْ إلى أنْ وصلْنا إلى راوٍ منْهُم، إنَّه الرّاوي المُحَدِّثِ هشامُ بنُ أبي عبدِ اللهِ الدَّسْتُوائِيِّ فتعالوا نقرأ في سيرَته العَطِرَة.

نبذة عن هشام الدستوائي

هوَ: التَّابعيُّ الجليلُ، أَبو بكرٍ، هِشامُ بنُ أبي عبدِ اللهِ الدَّسْتُوائِيُّ البَصْريُّ، من رواة الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، منْ سٌكانِ البَصرَةِ بالعراقِ، والدَّستُوائِيُّ لَقَبُهَ، لقِّبَ به لِما كان يتاجر به منَ القماش الّذي كان يأتي من دسْتوا من قرى الأهوازِ، وقد كان تاجراً في أسواقِ البَصْرَة وكانّ من علمائِها الثّقاتِ عاشَ فيها إلى أنْ وافاهُ الأجَلُ في العامِ الرّابِعِ والخَمْسينَ بعدَ المئةِ من الهجرةِ النّبويَّة يرْحَمُهُ اللهُ.

روايته للحديث

كانَ هشامٌ بنُ أبي عبدِ اللهِ الدَّسْتُوائِيُّ من رواة الحديثِ النّبويِّ، وقد روى الحديثّ عن كثيرٍ منَ التّابعينّ من أَمثالِ: شُعيبِ بنِ الحَبحابِ ويَحْيى بنِ أبي كثيرٍ وعاصِمِ بنِ أبي النُّجودِ وبُدَيلِ بنِ ميْسَرَةَ ومَعْمَرِ بنِ راشِدٍ وغيرُهم يرحمُهُمُ اللهُ، كما روى الحديثَ من طريقِ الدَّسْتُوائِيِّ كثيرٌ من الرّواةِ من أمثالِ: شُعْبَةِ بنِ الحَجَّاجِ وعبدِ اللهِ بنِ المُباركِ ويحيى القَطَّانِ والفّضْلِ بنِ دُكَيْنٍ ويزيدَ بنِ هارونَ وكيعِ بنِ الجَرّاحِ ويزيدُ بنُ زُرَيْعٍ وغيرهم يرحَمُهُمُ الله وكانَ من الثّقات في الرّوايَة وحديثُهُ عندَ كثيرٍ من جماعَةِ الحديثِ.

من رواية هشام الدستوائي للحديث

ممّا وَرَدَ منْ روايَةِ الحديثِ النَّبويِّ من طريقِ هِشامٍ الدَّسْتُوائِيِّ ما أوْرَدَهُ الإمامُ مُسلِمُ بنُ الحَجَّاجِ في صَحِيحِه: (( حدَّثَنا يَحْيى بنُ يَحْيى، اخْبَرَنا وَكِيعٌ، عنْ هِشامٍ الدَّستُوائِيِّ ، عنْ يَحْيى بنِ أبي كثيرٍ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ أبي قَتَادَةَ، عنْ أبِيهِ قالَ: قالَ رسُولُ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ: ( إِذا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الخَلَاءَ فَلا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ ). من كتابِ الطَّهارَةِ، رقمُ الحديثِ 267/64 )).


شارك المقالة: