وفد بني أسد إلى سيدنا محمد:
قدم إلى نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد والكثير من الوفود من مختلف القبائل والأقوام والبلاد المجاورة للمدينة المنورة، وكان قدوم الوفود في مختلف السنين من حياة النّبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي السنة العاشرة للهجرة النّبوية الشريفة جاءت إلى النّبي محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الوفود وكان منها وفد بني أسد.
وفي السَنَةِ العاشرة للهجرة النّبوية الشريفة قدم وفد من بني أسد، وكان في ذلك الوفد عدة رجال أهمهم: (ضِرَارُ بن الأزوَر وأيضاً طُليحة بن خويلد وهو الذي ادّعى أنّه نبي بعد ذلك)، وعندما قدم ذلك الوفد أسلموا جميعاً، وقالوا للنّبي محمد صلى الله عليه وسلم: “يا رسول الله أتيناك نتدرَّع الليل البهيم في سنة شهباء ولم تبعث إلينا بعثاً”، فأنزل الله سبحانه وتعالى على نبيه الكريم في ذلك الأمر هذه الآيات: “يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَىَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلاْيمَانِ إِنُ كُنتُمْ صَادِقِينَ”….سورة الحجرات.
وبعد ذلك سألوا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن الأعمال التي كانوا يقومون بفعلها في الجاهلية من العيافة ( عِيافَةُ: “زجرُ الطيرِ والتفاؤلُ بأسمائها وأصَواتها ومَمَرِّها،
والعِيافَةُ الظنُّ والحَدْسُ”)، والكهانة وضرب الحصباء أيضاً، ولكنّ النّبي محمد صلى الله عليه وسلم نهاهم عن القيام بكل ذلك، وبعد ذلك سألوا النّبي عدّة أمور، ومن ثمّ أقاموا في المدينة المنورة عدّة أيّام يتعلمون الفروض الدينية، وبعد ذلك انصرفوا عائدين إلى ديارهم وذلك بعد أن أجيزوا.