وقوع النسخ في القران

اقرأ في هذا المقال


من المعروف أنَّ النسخ ثابت عن الصحابة ومن بعدهم التابعين ومن بعدهم الأئمة المجتهدين، حتى أنَّهم قالوا لا يجوز لأحد أن يفسر القرآن الكريم إلّا بعد أن يعرف الناسخ والمنسوخ، حتى أنَّهم لم يقبلوا الذي يفسر القرآن الكريم إذا جهل حكم النسخ.

فقد روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أقرؤنا أُبي، وأقضانا علي، وإنّا لندع من قول أُبي، وذاك أن أُبياً كان يقول : لا أدع شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى ﴿۞ مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَایَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَیۡرࣲ مِّنۡهَاۤ أَوۡ مِثۡلِهَاۤۗ ﴾ [البقرة ١٠٦]

فهذا الحديث فيه دلالة واضحة أنَّ سيدنا عمر رضي الله عنه قد استدل بالآية على وجود النَّسخ في كتاب الله تعالى، وأنَّه ينكر على سيدنا اُبي رضي االله عنه على عدمِ تركه شيئاً سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنَّه مرَّ على قاضٍ من القضاة فقال له : أتعرف النَّاسخ والمنسوخ ؟؟ فقال القاضي لا، قال علي هلكت وأهلكت.

والأثر الوارد ذكره الزَّرقاني في كتابه البرهان .

وجاء عن سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى  ﴿یُؤۡتِی ٱلۡحِكۡمَةَ مَن یَشَاۤءُۚ وَمَن یُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِیَ خَیۡرࣰا كَثِیرࣰاۗ وَمَا یَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ﴾ [البقرة ٢٦٩قال: ناسخه ومنسوخه، ومتشابهه ومحكمه، ومؤخره ومقدمه، وحلاله وحرامه.

فنحن نجد مثل هذه النقول تثبت النَّسخ في الذي وقع في كتاب الله تعالى .

أمثلة على النسخ :

المثال الأول : ﴿كُتِبَ عَلَیۡكُمۡ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ إِن تَرَكَ خَیۡرًا ٱلۡوَصِیَّةُ لِلۡوَ ٰ⁠لِدَیۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِینَ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِینَ﴾ [البقرة ١٨٠] في هذه الآية تدل وتفسِّر في وجوب الوصيَّة المعروفة كل من حضرته الوفاة من الوالدين أو الأقربين كما ذكرت في نصها، ورأي الجمهور فيها على أنَّ الحكم في هذه الآية منسوخ بالآيات التي تكلَّمت عن المواريث التي بينت أنصبة كل من الورثة كالوالدين والأقربين كل واحد قد ذكرت حقَّه من التركة.

المثال الثاني: ﴿وَٱلَّـٰتِی یَأۡتِینَ ٱلۡفَـٰحِشَةَ مِن نِّسَاۤىِٕكُمۡ فَٱسۡتَشۡهِدُوا۟ عَلَیۡهِنَّ أَرۡبَعَةࣰ مِّنكُمۡۖ فَإِن شَهِدُوا۟ فَأَمۡسِكُوهُنَّ فِی ٱلۡبُیُوتِ حَتَّىٰ یَتَوَفَّىٰهُنَّ ٱلۡمَوۡتُ أَوۡ یَجۡعَلَ ٱللَّهُ لَهُنَّ سَبِیلࣰا﴾ [النساء ١٥] في هذه الآية دلالة على عقوبة من ثبت فعلها جريمة الزِّنى الحبس في البيت حتى تموت، حتى جاءت الآية التي نسخت الحكم بقوله تعالى ﴿ٱلزَّانِیَةُ وَٱلزَّانِی فَٱجۡلِدُوا۟ كُلَّ وَ ٰ⁠حِدࣲ مِّنۡهُمَا مِا۟ئَةَ جَلۡدَةࣲۖ وَلَا تَأۡخُذۡكُم بِهِمَا رَأۡفَةࣱ فِی دِینِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِۖ وَلۡیَشۡهَدۡ عَذَابَهُمَا طَاۤىِٕفَةࣱ مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ [النور ٢].

المصدر: صحيح البخاري - الامام البخاري البرهان في علوم القران- الزرقانيالواضح في علوم القرآن - مصطفةى البغا


شارك المقالة: