تقوم اللغة في كثير من الوظائف التي تعمل بدورها على تنظيم تلك العلاقة التي تتواجد ما بين المرسل والمتلقي للرسالة الإعلامية، وهذا تبعاً إلى نسق من العلاقات التي تحقق هذه الوظائف من خلال نقل الأفكار المختزنة في الأذهان والأحاسيس التي تكون متواجدة التي تكمن في ذات المتكلم حيث أن الغاية والهدف هو العمل على تحقيق ذلك التواصل بين أفراد الجماعة اللغوية الواحدة.
ففي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن أهمية المهارات اللغوية في علم في الإلقاء الإعلامي الإذاعي.
ما هي المهارات اللغوية وفن الإلقاء الإعلامي
إنَّ تمكُّن الملقي أو المتحدث أو المذيع من اللغة واتقنها في كثير من الأحيان والتواصل لا يتوقف على حفظ القواعد والتراكيب الخاصة بها بقدر ما يتوقف على الفرصة الكافية والممنوحة بغية العمل على الممارسة والتدريب الفنيين على الفنون والأساليب المتنوعة الخاصة بعلم فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي.
وبناءً على هذا فإن اللغة هي عبارة عن المدخل الخاص بالتواصل الذي ينظر إليها على أنها تلك المهارات ذات الطابع الحيوي التي تستعمل عناصرها اللغوية من أصوات ومفردات وتراكيب وقواعد بشكلٍ كامل ومتكامل، دون العمل على الفصل ما بين تلك العناصر التي تستخدم في الكثير من الصفات ذات الطابع التواصلي والوظيفي الحقيقي بهدف العمل على الممارسة الحقيقية للغة الإعلامية والوصول إلى العمل على اكتسابها وتعلُّمها والقدرة على التواصل بها في الكثير من المواقف الاتصالية اللغوية التي يتعرض لها المستخدمين للغة الإعلامية .
ويعتبر الإلقاء الإعلامي هو العمل على توصيل ما يريده المتحدث أو المتكلم للأشخاص الآخرين أي الجمهور المتلقى للرسالة الإعلامية، من خلال المشاركة والعمل على إقناعهم وتملُّك مشاعرهم بغية التأثير بهم، أو هو عبارة عن فن إقناع الجمهور المتلقى والتأثير عليهم واستمالتهم.
وهو بذلك عدة فنون تهدف جميعها إلى الغاية والهدف الذاتي والعمل على إلقاء والتأثير في المشاعر وغيرها، وبهذا يمكن أن نقول أنَّه علم من العلوم التي تعتمد على النطق بالكلام وعلى صورة ومعنى.
وتعتبر القوانين والقواعد الخاصة بعلم فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي ما هي إلَّا مادة يظهر فيها الأثر الفني، وتأتي الخبرة تعمل على تدعيم القدرات الفنية للجمهور المتلقى، ويأتي العلماء على ووضعه في المسار الصحيح وطريق، ويقول الكثير من الدارسين لعلم فن الإلقاء إنه هو علم بالإضافة إلى كونه من الفنون الاتصالية فهو عبارة أيضاً عن مزيج وخليط ما بينهما.
ولعلم فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي المجالات المتنوعة وله الوظائف المختلفة من بينها وظيفة تواصل ذات طابع تعبيرية يأخذ أشكال مختلفة، حيث تتنوع هذه الأشكال تبعاً للمجالات الإعلامية، وهو من فنون الأدبية التي تقوم على روعة التركيب ما بين كافة الوسائل التواصلية التي تهدف النهاية إلى حسن الإقناع والقوة من حيث التأثير.
ولفن الإلقاء الإعلامي والإذاعي الكثير من المواصفات المختلفة، ومنها مثبتة في علم الاتصال هي حاجة المتلقى إلى مجموعة وحزمة من الصفات والمميزات والقدرات التي إذا توفرت فيه كان أكثر تأثيراً وإيجاباً وهذا على الجمهور المتلقى، وإلّا فإنَّ عليه العمل على التدريب على امتلاك تلك المواصفات المختلفة ومنها على النحو الآتي:
- المواصفات النفسية.
وهي عبارة عن مهارات وقدرات وصفات تتعلق بشكل أساسي في الاستعداد الشخصي الخاص بالمرسل الإعلامي ، ولكي يكون الملقي والمذيع ناجحاً لا بد له أن يتمتع بكل من الثقة بنفسه وقدراته أيضاً، إذ أنَّ الكثير من الفشل في عملية التلاقي وعمليات التواصل عمن خلال وسيلة عملية الإلقاء يكون عائداً إلى الكثير من العوائق ذات الطابع النفسي، التي تعمل دون وجود ما يعرف بالراحة في ملاقاة الجمهور المتلقى للرسالة الإعلامية، فنجد في كثير من الأحيان العيوب المختلفة في هذه العملية كخوفه وخجله، وهذا الأمر في النهاية ينقل للجمهور المتلقى الحالات النفسية التي تؤدي في الغالب إلى شعور الجمهور السلبي الذي يمنع وصول الرسالة إليه.
كما وأنَّ الدارسين والباحثين في علم الإلقاء الإعلامي والإذاعي وجدوا أن ما يعرف بمصطلح إدارة العواطف هو عبارة عن عنصر وركن مهم، في ما يخص التعامل مع ما يعرف بالمشاعر لمي تصبح مشاعر متوافقة وملائمة مع الجمهور بشكل عام، وهي عبارة عن قدرة الوعي بالذات، وإدارة العواطف عبارة عن القدرة على تهدئة النفس وخلو الجسد تماماً من القلق والسرعة في عملية الاستثارة على حد سواء.
والجاذبية الجماهيرية تتحقق من خلال أن يكون المتحدث مناسب للموضوع ومناسباً للجمهور ومناسباً للزمن، لكن البداية تبدأ من الإنسان والعمل على توظيف الطاقات جميعها؛ بغية العمل على نجاح عملية الإلقاء والتحدث والتكلم بطريقة وأسلوب جذاب يعمل على جذب الجماهير لديه بطريقة يسيطر على مشاعرهم، ويعبر عنها بصدق ونضال.
- المواصفات الصوتية( اللغوية).
ولكل فرد صوت مميز وطريقة بالتكلم خاصة به، وهذا الذي يميز فرد عن الآخر، حيث أنَّ الصوت هو شيء فريد أكثر من بصمة يعمل على الكشف عن شخصية الفرد الملقى ومزاجه واتجاهاته ومشاعره فيها، ولهذا ينبغي على الإعلامي أن لا يحاول تقليد أي أحد بل يجب عليه أن يتدرب ويمارس البعض من التدريبات والتمارين؛ حتى يتقن ويحسن من صوته يكون أكثر تأثيراً وقبولاً لدى الجمهور المتلقى ولهذا فإن الكلمات إذا لم تخرج بالصورة المناسبة فإنها تقع على أذان صماء.
ومن الأمور التي ينبغي على الإعلامي الملقي للرسالة الإعلامية أن يتقن المهارات اللغوية وهي أن يحسن المتكلم استعمال اللغة من الناحية النحوية والصرفية و المعجمية والبلاغة؛ كي لا تكون هي السبب في انصراف واعتراض الجمهور عن الموضوع أو التعليق على أخطاء الملقي وبالتالي يتصيد عثرات الملقى وهذا من خلال عمل الملقى على رفع لما وجب فيه النصب وجر ما لا يُجر، وغيرها من الأمور المختلفة.
ولا يستطيع الملقى أن يتمكن من استخدام اللغة وفقاً وتبعاً لضوابطها من الناحية النحوية والصرفية والمعجمية والبلاغية إلّا من خلال كثرة الاطلاع على التراث المتعلقة باللغة الخاصة به، فإن كثرة القراءة وحفظ ما تيسر من القرآن الكريموالأحاديث النبوية الشريفة هو أمر جيد لأن يُكسب الملقي تلك القدرة اللغوية التي تعين على الإلقاء بشكل جيد ومناسب وناجح.
- ما يتعلق بالقدرات التمثيلية الخاصة بالملقي الإعلامي.
- ما يتعلق بالصفات الشكلية.
- ما يتعلق بالقدرات العقلية كالقدرة على تحليل والابتكار والقدرة على العرض والتعبير.
- ما يتعلق بالصفات الخُلقية.
يتضح مما سبق ذكره آنفا أن الملقي الإعلامي لا بد له من أن يتوفر به البعض من الصفات الخاصة به لكي يصبح ملقياً وإعلامياً وناقل للرسالة الإعلامية ناجحاً ومؤثراً في الجمهور المتلقى بشكل عام.