كيف ظهرت الصحافة الإلكترونية؟
هنالك العديد من الآراء التي تناقضت حول ظهور الصحافة الإلكترونية وأول صحيفة إلكترونية رسمية ظهرت على أرض الواقع، أي أنَّ العديد من العُلماء والباحثين في الإعلام لم يتمكنوا من تحديد تاريخ دقيق لظهور صحف إلكترونية على حدٍ سواء، ومع اتجاه كثير من الأفراد في العديد من الدول لاستخدام شبكة الإنترنت العنكبوتية باعتباره مورد ومصدر رئيسي للمعلومات والبيانات كان لوسائل الإعلام المرئية والمطوبوعة والمسموعة أن تلتفت لشبكة الإنترنت باعتبارها وسيلة عظيمة للاستثمار والحصول على الكثير من الأموال.
حيث قام الباحث الإعلامي الكبير مارك ديويز بدراسة ظهور وتاريخ الصحافة الإلكترونية بشكل عام في دراسته تلك وجد أنَّ أول صحيفة ورقية في الولايات المتحدة الأمريكية والوطن العربي ككل كان لها صحيفة إلكترونية على الشبكة العنكبوتية كانت تسمى بصحيفة شيكاغو تريبيون أون لاين التي صدرت في عام ألف وتسعمائة واثنين وتسعين للميلاد.
وبعد ذلك توجهت الكثير من الصحف الورقية لأن تضع لها نسخة إلكترونية على شبكة الإنترنت العنكبوتية، سواء كانت تلك المواقع تابعة للصحف الورقية أو الإذاعات أو التلفاز أو المواقع الإخبارية بشكل عام، حيث تعتبر تلك المواقع الإلكترونية وسيلة إعلامية مستقلة بحد ذاتها على حدٍ سواء.
كما ويُشير الكثير من الأفراد أو أصحاب الصحف الإلكترونية أنَّ تلك المواقع شهدت تطوراً كبيراً، حيث استطاعت الكثير من الصحف الإلكترونية والمواقع الإخبارية التابعة لها أن تعمل على نقل الكلمات والأصوات والصور والرسوم المتحركة وكل ما يجري من قضايا ومشاكل وانجازات علمت بها الدولة التي يعيش بها الفرد أو الدول الأخرى المجاورة، أمّا عن الصحف أو الوسائل الإعلامية التقليدية استطاعت أن تنقل تلك الأخبار أو القضايا أو كل ما يهم الأفراد لكن بدقة قليلة جداً أي أنَّ الصحف التقليدية غير قادرة على إحداث التأثير الكامل على الأفراد.
كما ويرى الكثير من الباحثين أنّه مع ظهور العمليات التي أدت إلى تطوير استخدام الإنترنت في العديد من المجالات الحياتية أو المعلوماتية، بدأت الكثير من الشبكات الخاصة بمنصات الإذاعات أو قنوات التلفزيون التي اشتهرت في دولة برطانيا والولايات المتحدة الأمريكية كشبكة (البي بي سي) و( السي أن أن) بالإضافة إلى قنوات وشبكات الجزيرة العربية بعمل تخصيص مواقع مستقلة لها على شبكة الإنترنت من أجل تحميل ما يمكن أن يصلها من معلومات أو أخبار أو بيانات على حدٍ سواء هذا لكل من يريد أن يقوم بتصفحها.
كما وأنَّ الصحف الهامة بدأت أيضاً هي الأخرى بالظهور على شبكات الإنترنت العالمية هذا من خلال المواقع التي أنشأتها لها والتي وجدت إقبالاً كبيراً هذا من جانب الزوار والرائدين لتلك المواقع الإلكترونية والذين وجدوا فيها كل ما يهمهم أو وجدوا كل ما يريدون أن يبحثوا عنه، وبالتالي استغنوا عن كل الصحف التقليدية أو الوسائل التقليدية الأخرى على حدٍ سواء، وقامت الصحف الإلكترونية الخالصة أو الصحف الإلكترونية البحتة بالظهور أو التواجد الفعلي على أرض الواقع أو على حيز الوجود سواء كان ذلك في الدول الغربية أو الدول العربية على حدٍ سواء.
كما ويجب التنويه إلى أنَّ الصحف الإلكترونية في بدايات ظهورها لم يكن لها عائد مادي بقدر كبير أي ذلك العائد الذي يعمل على الاستمرار أو إمكانية الاستفادة من تلك الصحف، وهذا يرجع لعدم اهتمام أصحاب تلك الصحف بأهمية الإعلانات فيها وبالتالي عدم ثقتهم بشكل كامل بتلك الإعلانات باعتبارها وسيلة إعلامية أو وسيط إعلامي مؤثر بشكل كبير على الناحية المادية لتلك الصحف على حدٍ سواء.
ومع الدراسة المستمرة للمواقع الإلكترونية وضرورة الاهتمام بكل ما يزيد من المردود المادي لتلك الصحف الإعلامية الإلكترونية ومع تزايد استخدام شبكة الإنترنت العالمية تنبه أصحاب تلك الصحف بأهمية الإعلانات عبر الإنترنت وما الذي تفعله حيال المردود الاقتصادي لتلك الصحف.
أمّا عن الشكل الذي ظهرت به الصحف على مواقعها الإلكترونية كانت عبارة عن مواقع فقط احتوت على مقالات أو محادثات أو صور لأحداث هامة أو عبارة عن أخبار ومعلومات تُقدمها للقارئ بالإضافة إلى رؤى بسيطة جداً، ثم انطلقت تلك الصحف إلى منتديات الحوار التي كانت تتميز بتحميل البرامج الخاصة بها بشكل سهل ويسير وبالإضافة إلى بساطتها على حدٍ سواء، حيث أنَّه يكفي فقط أن يقوم المستخدم بتحميل الملف أو البرامج المجانية في أغلب الأوقات وبالتالي رفع تلك البرامج إلى موقعها في أقل من ساعة واحدة فقط، وبالتالي يبدأ الموقع الإلكتروني في إحداث أثر بالغ يتمثل في اجتذاب الزوار بأكبر عدد ممكن منه.
