ظهور فكرة العمود الصحفي:
فكرة العمود الصحفي ظهرت بالتزامن مع التطورات الحاصلة في المجال الإعلامي، بالإضافة إلى أنَّها ظهرت نتيجة وجود الحاجات الفعلية للجمهور القارئ، حيث ساعدت على تطور العمليات القرائية والسرعة في انتقاء واختيار المعلومات الإعلامية والموضوعات الإخبارية المتنوعة، حيث تسعى هذه التطورات إلى إظهار معاني متنوعة وذات وضوح أكبر.
وبالتالي فإنَّ العمود الصحفي يعتبر من الفنون القديمة والتي ما زالت تستخدم حتى يومنا هذا، حيث ظهر في عام 1942، كما كانت المؤسسات الصحفية المتواجدة في جمهورية مصر العربية أكثر البلدان التي تستخدمها، حيث أكدت على الأهمية التي يقدمها العمود الصحفي.
ويعبّر العمود الصحفي عن الأفكار والآراء التي يدليها مجموعة من الأفراد، على أن يتم نشرها في المؤسسات الصحفية تحت ما يسمى بالعمود الصحفي، كما قد يكون كاتب العمود الصحفي من أحد الأفراد الذين يعملون في المؤسسة الصحفية نفسها أو غير عاملين فيها، حيث يسعى كاتب العمود الصحفي إلى كتابة السطور وترتيبها من أجل إيصال بعض الأفكار أو المعلومات عن الوقائع الحاصلة في مجتمع معين.
كما أنه لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ أفكار العمود الصحفي تستند على مجموعة من الأسس والقواعد العامة في الصحافة، بحيث لا تختلف عن الفنون الصحفية الأخرى، كما تشبه المقالات التي تكتبها الجريدة إلى حدٍ كبير، بالإضافة إلى أنَّه يتم إخراج العمود الصحفي بالاستناد على مجموعة من المعايير الإخراجية والتي تنبثق عن قواعد الإخراج الصحفي، بحيث يتم وضع العمود الصحفي إما في الجانب الإيسر أو في الجانب الأيمن، على أنَّ يعبر عن أفكار الجمهور أو المجتمع.
كما يكون من الضروري أن يتنبه المخرج والكاتب في نفس الوقت على عدد الكلمات التي يتم استعمالها في العمود الصحفي، وبالتالي فإنَّ بعض المؤسسات الصحفية تسعى إلى إفساح المجال امام كاتب العمود الصحفي؛ من أجل التوسع في الكلمات في العمود الصحفي وبعض المؤسسات الصحفية لا تسمح بالتوسع في الكلمات والجمل في العمود الصحفي، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ لا تملك القدرة التي تمكنها من التفريق ما بين العمود الصحفي المستعمل في الصحافة اليومية أو في الصحافة العالمية.