المعايير المهنية للإعلام الإلكتروني:
تسعى المؤسسات الإعلامية عبر اتباعها سياسة إعلامية وصحفية بحتة أن تعمل على تطبيق المعاير والنقاط المهنية والأخلاقية الإخبارية في الوسائل الإعلامية القديمة والتقليدية، التي سبقت وأن وُضعت قبل ظهور الإنترنت كاملاً، ولكنها فيما بعد اكتشفت أنَّه ليس من السهل أن يتم إيصال المعلومات أو الأخبار حيال القضايا أو المواضيع الرائجة والسائدة التي تتميز بالدقة والوضوح والفهم والتوازن، إلى إحدى الوسائل التي تقوم على أساس الاتصال والتوصيل فائق السرعة للمعلومات إلى الجمهور المستهدف، وبشكل آني أي في أثناء وقوعها على حدٍ سواء.
كما وعملت التقنيات الإعلامية الحديثة على تعزيز عمل الإعلاميين الصحفيين، وهذا من خلال القيام بتزويد الصحفيين بكل ما يمكن من أدوات ومعدات وأساليب إلكترونية تمكنهم من إيصال المعلومات بكامل الدقة؛ لكي يتم سير العملية الإعلامية بيسر وسهولة تامة، وهذا يوصف ذلك النشاط بالعمق والدقة، والتأكد من صحة الوثائق وبالتالي تعمل على جمع الكثير من المعلومات والمضامين التاريخية التي ترجع لها.
كما ويجب التأكد من كل المصادر التي يمكن الوثوق بها من عدمها، كما ويجب التأكد من تحرّي المعلومات والمضامين التي تعمل الوسيلة الإعلامية على نشرها ونقلها للجمهور المتلقي على حدٍ سواء، وهذا المعيار يتم عن طريق الأدوات الصحفية والإمكانات الصحفية التي يجب أن تتوفر للصحفي الإعلامي على حدٍ سواء، لكي يتم نجاح العملية الاتصالية الإلكترونية.
كما أنَّ توافر الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة عمل على إدخال ثقافة مختلفة تماماً تقوم على أساس مبدأ التفاعل ما بين الرسالة والمستقبل لها، وهذا بالتالي ضمن قواعد وقيود عددها أقل من التي تتواجد في الصحف ذات النظام الورقي على حدٍ سواء، بالإضافة إلى أنَّ الإنترنت عندما دخل إلى المجال الإعلامي عمل على تثبيت كل ما يُسمى من معايير أخلاقية ومهنية في العمل الإعلامي، كالمصداقية والدقة والوضوح الحيادية والنزاهة وغيرها.
كما وأنَّ المصدر الأساسي لقوة الصحافة التقليدية على حدٍ سواء كانت تتمثل في سرعة توصيل الأخبار والمعلومات، باعتباره أحد المعايير الأساسية لنجاح أي مؤسسة إعلامية سواء كانت حديثة أم قديمة، والتعبير عن القضايا المستجدة وإيصالها في الوقت المناسب؛ أي أنَّ الآنية كانت إحدى نقاط القوة للصحافة التلقيدية أو الورقية، وبسبب هذا المصدر القوي ارتفعت وزادت شهرة وكالات الأنباء المحلية والعالمية، كذلك لأنها كانت أول من يقوم على بث الأخبار الحارة أو الأخبار الساخنة أو الأخبار التي تشكل الرأي العام للجمهور المتلقي والتي يراها الكثير من المستخدمين في الصحف الورقية على حدٍ سواء.
كما وأنَّ ميزة البث المباشر تعتبر من المعايير المهنية لنجاح الوسيلة الإعلامية، والتي تتواجد في الصحف المحلية أو الصحف الورقية عمل التلفاز منذ ظهوره على سرقة هذه الميزة آنذاك، وبالتالي عند ظهور الإنترنت عمل على تأكيد المحاسن من هذه الميزة والتي تتمثل في سرعة توصيل الخبر وفي وقت آني ومباشر تماماً.
ولهذا السبب عمل الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية على تمكين الصحف في أن ترجع إلى عملها، والذي يتمثل في نشر وتوصيل الأخبار بشكل فوري إلى الجمهور المتلقي، وبالتالي توسيع بوتقة أو مساحة المنشورات التي تُعرف باسمها هذا من خلال الكثير من التجديدات والطورات التي تُبتكر وتُخترع، مثل قيام الصحف بنشر الكثير من الأخبار بعد وقت الظهيرة بشكل مباشر على مواقعها عبر محركات البحث على شبكة الإنترنت العالمية.
ولكن عند التقاء الصحافة الإلكترونية بالصحافة الورقية تعمل المحاولات على الاصطدام، وذلك عند القيام بتطبيق المعايير القديمة أو المعايير التقليدية التي من خلالها يتم تحرير وتنقية الأخبار، وذلك بمرافقة الكثير من المعطيات الأخرى التي كانت كالحرية مثلاً وعدم التورط في بيان المعلومات المحظور نشرها، بالإضافة إلى حمل العديد من القضايا المعينة، بالإضافة إلى اتخاذ المواقف العديدة بشكل واضح وتام على حدٍ سواء.
فمثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية الصحفيين الإلكترونيين فيها يؤكدون على أنَّ لهجة ومنطق الجدية في الصحف التقليدية لا تنفع أبداً في الصحف الإلكترونية، كما ويعتبرون أنَّ الوسيلة الجديدة أي الإنترنت هي عبارة عن وسيلة بارعة تعمل على إعادة الفكر والثقافة إلى ذاكرة الزمن على حدٍ سواء، وهذا إلى زمن كانت فيه الأخبار التي تتوافر في الصحف تتسم بالحماسة والجدية والتشويق لأجل مطالعة الأخبار التي تحتويها الجريدة مثلاً، بالإضافة إلى أنَّها كانت تتميز بالمواجهة المثالية.