نبذة عن حق العدول عن النشر:
عندما نظرت التشريعات الإعلامية بالأمور التي تهم الإعلامي والقوانين التي تضبط العمل الإعلامي في دولة ما، فإنَّها وضعت حزمة من الحقوق التي يجب ان يتمتع بها أي مؤلف يعمل على نشر مصنفة في الصحيفة أو حتى أي موقع إلكتروني، ومن بين تلك الحقوق هي العدول عن نشر المصنف.
من أين انطلق حق العدول عن النشر؟
انطلق حق المؤلف في العدول عن النشر من أنَّ رابطة الأبوة والنسب ترتبط ارتباط تام بالمؤلف وحتى المصنف الذي يمتلكه، لهذا السبب بقي المؤلف حريصاً جداً على إنتاجه الفكري أو الأدبي، حيث أنَّه بواسطته يعمل على تكوين صورة حيّة للمشاعر التي يمتلكها، وقد يقوم المؤلف بنشر مصنفه، وبعدها يجد أنَّ مصنفه أصبح لا يعبر تعبيراً تاماً عما يجور في فكره كما وأنَّه بعدياً جداً عن المعتقدات التي يمتلكها حديثاً، ولهذا السبب قد يُفكر المؤلف أن يسحب هذا المصنف الذي أصبح لا يُعبر عنه بتاتاً من التداول أو يوجه من أجل تعديله، وهنا يستخدم المؤلف حقه في الرجوع عن النشر أو سحب مصنفه.
ووجد أيضاً أنَّ استعمال المؤلف لحق العدول عن النشر قد يثير في الكثير من المواضع العديد من المشكلات وهذا مع الآخرين؛ ويعود السبب في ذلك إلى ارتباط حقوق الغير بالمصنف الذي يريد المؤلف أن يسحبه، وبالتالي فإنَّه يتطلب من المؤلف أن يقوم بتعويض كافة الأضرار التي قد تحدث، إلى جانب وجود سوء النوايا في الكثير من الأحيان، وهذا في حال كان الهدف السحب هو أن يتعاقد المؤلف مع شخص آخر.
وعلى الرغم من وجود الكثير من الاختلافات حول حق العدول عن النشر، إلّا أنَّ هذا الحق في النهاية حقق النصر وهذا في ممارسته العدول عن النشر، حيث استقر التشريع في أغلب الدول على هذا الحق ومنها جمهورية مصر العربية ودولة فرنسا؛ ويعود السبب في هذا إلى أنَّ المؤلف يتحمل كافة المسؤوليات أمام كافة أفراد المجتمع وهذا اتجاه المصنف الذي يريد أن يسحبه، ولهذا السبب يجب أن يواكب المؤلف مصنفه حتى يتوافق مع كافة التطورات التي من الممكن أن تحدث مستقبلاً.
