نبذة عن استقلال هيئات الإعلام:
نظرَت التشريعات الإعلامية عندما توجهت من أجل وضع قوانينها التي تحكمها وتضبط أمورها إلى ضرورة أن تكون المؤسسة الإعلامية التي تحتوي على عمّال إعلاميين والتي تعمل على نشر الأخبار والمواضيع التي تهم فئة معينة ومستهدفة أن تكون مستقلَّة، إلى جانب أنَّ معظم الدول في العالم العربي والغربي توجهت إلى إلغاء وزارات الإعلام فيها، إضافة إلى أنَّ الحكومات المتقدمة فيها عملت على رفع يدها عنها، وبهذا أصبحت كافة هيئات الإعلام التابعة للحكومات في الدول الديموقراطية تتميز بتمتع كبير من الاستقلال من حيث بث الأخبار على درجة كبيرة من النزاهة وكذلك الموضوعية وهذا بغض النظر عن الاتجاهات السياسية أو حتى المواقف الحكومية التي تتبناها.
مثال على استقلال هيئات الإعلام:
ويكفي الدليل التالي من أجل إثبات صحّة استقلال هيئات الإعلام ونذكر الموقف التالي:
هيئة الإذاعة البريطانية الحكومية الB.B.C عندما قامت بتوجيه ضربة بشكل موجع إلى رئيس الوزراء في دولة بريطانيا والذي يعرف باسم توني بلير بنقلها معلومة أو أخبار عن مصدر يعتبر من المصادر المسؤولة في إدارة حليفة الرئيس الأمريكي المعروف جورج بوش على أنَّ الفريق ذو الأصل الأمريكي الذي تم تكليفه بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل ذات الأصل العراقي لم يتم العثور عليها، أي أنَّه لم يتم العثور على أي نوع من الأسلحة الغير قانونية أو المحظورة في تلك البلاد.
وبالتالي هو الأمر الذي عمل على هدم كافة الذرائع والحجج التي عملت الدولتان على الاستناد عليهما وهذا بغية احتلال العراق في عام الفين وثلاثة للميلاد.
أمَّا بالنسبة للدول المتخلفة فإنَّ كافة الإعلام ووسائله تعمل وزارة من الوزارات على تبني أعمالها أو حتى أنَّها تتولاها، وهي وزارة الإعلام الحكومية، إلى جانب أنَّها تعمل على نفق المبالغ الطائلة وبهذا الأمر تعتبر تابعة لها على حدٍ سواء.
ومثالاً: فإنَّ جمهورية مصر العربية يعتبر اتخاذ الإذاعة والتلفزيون كهيئة مستقلَّة، على الرغم من أنَّ لوزير الإعلام الدور الكبير في عملية اتخاذ القرارات المختلفة على اختلاف المبادئ ذات الطابع اللامركزي المرفقية، وفي هذا كُله فإنَّ الإعلام وبكافة وسائله المتنوعة والمختلفة تعمل على تجميع صورة الحكومة بشكل إمَّا داخلي أو خارجي على حدٍ سواء، وبالتالي لها الدفاع عن كافة تصرفاتها إمَّا بالحق أو بالباطل في المواجهة كافة.