وضعت التشريعات الإعلامية والقانونية العديد من النظريات الإعلامية التي تحكم وتنظم العمل الإعلاميوحرية الإعلام وممارستها بشكل فاعل، ومن بين تلك النظريات هي نظرية الإعلام الشيوعية.
ما هي النظرية الشيوعية
شهد الرُبع الأول من القرن العشرين ظهور ونشأة النظرية الشيوعية للصحافة، حيث يعتبر كارل ماركس هو الذي وضع هذه النظرية بمعنى أنَّه هو الشخص والأب الشرعي للنظرية الشيوعية، وهو ذلك الفرد الذي تأثر بشكل كبير بفلسفة زميله ذو الأصل الألماني” جورج هيجل”.
على ماذا ترتكز النظرية الشيوعية
ترتكز النظرية الشيوعية على أنَّ: الوظائف التي تقوم بها كافة وسائل الإعلام المختلفة في المجتمع الشيوعي، حيث يقول كارل ماركس أنَّها هي نفسها تلك الوظائف التي يقوم بها الجهاز الحاكم، وتتمثل هذه الوظيفة في البقاء وكذلك توسع النظام الاشتراكي، كما وأنَّ كل تلك الوسائل يجب أن توجد من أجل نشر السياسة ذات الطابع الاشتراكي.
وتبعاً للنظرية الشيوعية فإنَّ كافة الوسائل الإعلامية الجماهيرية تعتبر من الأدوات التي تملكها الحكومات المختلفة، كما وتُعدُّ جزءاً لا يتجزأ بتاتاً من الدولة كذلك، كما ويجب على الدولة أن تمتلك هذه الوسائل وتقوم أيضاً بتشغيلها على حدٍ سواء، وبالتالي فإنَّ الحزب الشيوعي هي تلك الجهة التي تعمل على توجيه هذه الوسائل، كما وتُمكن النظرية الشيوعية الأفراد من النقد الذاتي” كمثل الحديث عن الفشل وهذا فيما يخص تحقيق الأهداف ذات الطابع الشيوعي”.
وتستند النظرية الشيوعية إلى أنَّ الفرضية التي تعود لوسائل الإعلام المختلفة يجب أن تعمل بشكل مستمر ودائم من أجل تحقيق الأفضل، والأفضل في العادة هو الذي تقوله الحكومات، وبطبيعة الحال يكون متزامناً ومتوافقاً مع الخط التابع للنظرية الماركسية، ولهذا فإنَّ كل ما تقوم به وسائل الإعلام والاتصال من أجل دعم ومساهمة إنجاح الشيوعية يعتبر من الأعمال الأخلاقية، في وقت كل ما تفعله من أجل إفال الإنجاز الشيوعي يعتبر من الأعمال الغير أخلاقية.
كما وساهم الكثير من الباحثين الذين تبنوا هذه النظرية في نقد الأوضاع التي تمر بها الصحافة في العالم الغربي إلى جانب تحليل الأوضاع التي تمر بها وسائل الإعلام والاتصال المختلفة الغربية بمنهج نقدي واضح.