مفهوم التغطية الاستقصائية:
تعتبر التغطية الاستقصائية بمثابة سلوك منهجي ومؤسساتي يتم استخدامه في المؤسسات الإعلامية بكافة أشكالها، حيث تعتمد التغطية الاستقصائية على عملية البحث عن المعلومات المتعلقة بالأحداث الإعلامية، ومن ثم تعتمد على التدقيق والاستقصاء؛ وهذا من أجل المحافظة على دقة وموضوعية صحة الأخبار المتناقلة أو المتناولة وهذا من أجل أيضاً إزالة كافة الأمور المبهمة والتي تكمن ما وراء الأحداث المطروحة على الساحة الإعلامية.
وبالتالي فإنَّ التغطية الاسقصائية تركز على مبدأ محاربة الفساد والاهتمام بمدأ الشفافية؛ وهذا على اعتبار أنَّ الصحافة والوسائل الإعلامية بمثابة حارس على السلوكيات الحكومية، كما وأنَّها تلعب دور كبير في محاسبة المسؤولين الحكوميين على كافة أعمالهم والتي تؤذي خدمة المصالح العامة.
وبالتالي فإنَّ التغطية الاستقصائة تعتمد على المبادئ والقيم القانونية والتي تتمثل في حق الاطلاع، بالإضافة إلى حرية المعلومات وهذا من أجل محاربة الرشوة والفساد الناجم في المؤسسات الإعلامية، كما ويساهم هذا في تغيير الأوضاع الإعلامية والاجتماعية من خلال استخدام تحقيقات صحفية عميقة وسهلة.
كما وساهمت التغطية الاستقصائية في توفير الفرص أمام الملايين من الجماهير الإعلامية في الحصول على الوثائق الرسمية المفتوحة والتي ساعدت على الحصول على كافة المعلومات السرية من العديد من المصادر، سواء كانت مصادر معارضة أو كبار المسؤولين أو الخبراء الأكاديميين أو الباحثين أو الوثائق الغير المنشورة أو موظفي الحكومة القائمين عليها، أو التقارير الإحصائية أو المصادر المتطوعة أو المكتبات الخاصة.
وبالتالي فقد ظهرت التغطية الاستقصائية مع تطور ظهور الصحافة الاستقصائية والتي تؤكد على الاتجاهات الخاصة في التحري عن مجموعة من القضايا المتخصصة والتي تهم شريحة عريضة من الجماهير، حيث كان هذا في عام ألف وتسعمائة وواحد ميلادي.
وبالتالي يرجع التنوع في التغطية الاستقصائية نتيجة لظهور مجتمعات غربية ذات تحرر وخبرة في معالجة الموضوعات والقضايا التي تحتاج إلى خبرة وتقصي وتغطيتها بشكل كامل، حيث شجّعت التغطية الاستقصائية إلى الكشف عن المخاطر والأمور المبهمة والغامضة في الرسائل أو الأحداث الإعلامية.
فإنَّ استخدام التغطية الاستقصائية كان في واشنطن ما بعد الحرب العالمية الثانية، والتي ساعدنت العديد من المؤسسات الإعلامية في الوصول إلى المعلومات السرية والخاصة بالبيت الأبيض وهذا كان في فترة السبعينيات، حيث حصلت آنذاك على دعم مالي وبشكل غير منتظم من العديد من المؤسسات التمويلية والأفراد الذين يسعون إلى مناقشة كافة الأوضاع المتعلقلة بالانشطة السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية.