الانتقادات التي تعرضت لها نظرية الغرس الثقافي:
رغم نجاح وتطور نظرية الغرس الثقافي في مجال نظريات الإعلام المعاصرة، كما ساهمت في تحديد المشاهدة الكليّة الناتجة عن وسيلة التلفزيون، كما ساهمت في ربط المجتمعات بكافة فئاتها في البيئة الجغرافية إلا أنَّها تعرضت لمجموعة من الانتقادات منها:
- المشاهدة الانتقائية: ويقصد بها احتكار الجمهور الإعلامي على مضمون دون آخر، حيث اعتبر مؤسس نظرية الغرس الثقافي أنّ الجمهور سلبي وغير قادر على مواجهة واستقبال الرسائل الإعلامية المقدمة له، حيث يقوم الجمهور بمشاهدة التلفزيون وفقاً لمجموعة من الطقوس التي يتبناها، بينما جمهور آخر فهو يتعرض لمشاهدة التلفزيون حسب المضامين المعروضة، فهو لا يحبب المضامين التي تنتهي بنهايات غير عادلة ومنصفة.
- مقدار الخطأ: هنا فلقد قام مؤسس نظرية الغرس الثقافي بإخفاء الأخطاء وعدم ذكرها، وعدم التنبؤ بها، وهو ما عرّضها للانتقاد من قبل الكثير من علماء الإعلام والاتصال، حيث لم يقوم بنشر البيانات والمعلومات التي تشير إلى احتمالية حدوث خطأ أو وجوده، كما تم تصنيفها على أنَّها نظرية لا تتمتع بسمات ومعاني النظرية الاجتماعية العلمية بالشكل الصحيح والمطلوب.
- الاهتمامات النوعية: فلقد تعرضت نظرية الغرس الثقافي إلى أنَّ الأهداف التي تسعى إليها لا تجدي نفعاً أو فائدة، وخاصة فيما يتعلق بشرح وتفسير الاهتمامات النوعية.
- دوافع المشاهدة: فلقد أهملت نظرية الغرس الثقافي الاهتمام بمجال الدوافع التي جعلت المشاهد يتعرض لهذه المضامين دون غيرها، وذلك على اعتبار أنَّ الجمهور يتعرض لها دون هدف معين أو غرض يسعى إليه، وذلك على نقيض نظرية الاستخدامات والاشباعات، والتي اهتمت بشكل كبير بدوافع المشاهدة لدى الجمهور.
- الاتساق المنطقي: حيث لم يتم استخدام طرق بحثية متناسقة مع الإطار النظري للنظرية، كما تم استخدام الأساليب العلمية الاجتماعية التي لا تستخدم الطرق الوصفية، بل اكتفت نظرية الغرس الثقافي فقط في الإجابة عن الأسئلة الثقافية التي تقوم العلوم الإنسانية بطرحها وتناولها.
- الاكتشاف الموجه: حيث يقصد بها قيام نظرية الغرس الثقافي في محاولة الكشف عن الكثير من القضايا من مثل تناولها لجرائم العنف، وذلك خوفاً من الوقوع فيها، حيث كان تحليل القضايا العصرية على أساس افتقاده لمجموعة من المعايير العلمية الموضوعية.