نشأة وكالة العلاقات العامة

اقرأ في هذا المقال


نشأة وكالة العلاقات العامة:

بدأ بعض مستشاري العلاقات العامة في الولايات المتحدة الأمريكية يقدمون استشاراتهـم لأفراد والمؤسسات الأجنبية، مع بداية العقد الرابع من هذا القرن، كما بدأ بعضهم يمثلون الشركات الأجنبية في الخارج. وقد كانت وكالة نيويورك أولى الوكالات التي اتجهت إلى المجال الدولي، ففي عام 1931 بدأت هذه الوكالة تقدم خدماتها للبنوك وشركات التأمين في فنلندا وهولندا وعدة دول أخرى في أمريكا الجنوبية.
كما مثل كارل بوير مكتب الاستعلامات الألماني للسياحة ورئيس حكومة كوبا في أوائل الثلاثينيات، وفي نفس الوقت عمل أيفي لي مستشاراً لأحد أجهزة الحكومة السوفيتية، وكذلك لإحدى الشركات الألمانية، لكن انتشار نشاط العلاقات العامة بشكل ملحوظ في المجال الدولي لم يبدأ إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ففي السنوات الخمس التالية تزايد نشاط بعض مستشاري العلاقات العامة على الصعيد الدولي.
وفكَّر بعضهم في إنشاء وكالات دولية لتغطية هذا المجال وقد تضاعف عدد هذه الوكالات بين عامي (1955 _1957)، عندما أسرع مـؤسسيها لتجنيد المكاتب الاستشارية الهامة في العواصم الأوربية، وحينما أدرك مستشارو هذه المكاتب مزايا انضمامهم للوكالات الإنجليزية والأمريكية، أسرعوا هم أيضاً لقيد أنفسهم مع هذه الوكالات ولم يكن الطريق أمام هذه الوكالات سهلاً، فقد صادف بعضها الكثير من المشاكل والعقبات.
حيث تُعدّ هذه العقبات يوضع عن طريق الحكومات الوطنية، فحينما تحقق لعدد من الدول الاستقلال السياسي سعت حكوماتها باهتمام كبير إلى تحقيق الاستقلال الاقتصادي، وقد دفعها ذلك إلى وضع العقبات أمام الاستثمارات الأجنبية في جميع المجالات وقد خُلص هذا الموقف صحفي اندونيسي حين قال مخاطباً رجال الأعمال الأجانب: “في السنوات الماضية كنتم في حالة وجود مشكلات بين مصالحكم والمصالح الوطنية، تضغطون على زر لتصل سفينة حربية تفرض علينا ما ترونه، أما الآن فلا زر ولا سفينة حربية، أنتم هنا أجراء ولستم مُلّاكاً”.
وإذا كان ذلك هو إحلال بالنسبة لبعض الدول التي نفضت عن كاهلها غبار الاستعمار في الخمسينيات والستينيات، فإن المشكلة لها ظل آخر في الدول الأوربية نفسها، ويُلخص “ديـفيد لويـس” مشكلة تعامل وكالات العلاقات العامة مع الدول الأوربية في عدم العدل بين المستثمرين الأجانب والوطنين أمام القانون، ويضيف إلى ذلك مشكلة الحصول على عائد عادل من الاستثمارات وأنواع العملة التي يسحب بها هذا العائد، وحرية اختيار وكالة العلاقات العامة للوسائل التي تحقق بها أنشطتها.


شارك المقالة: