نظريات التأثير الانتقائي:
لقد أشار الباحثين في علم الإعلام والاتصال إلى ظهور نظريات تساعد على تفسير المجتمع الجماهيري؛ ممّا ساهم ذلك في إحداث التأثير على الاتصالات الشخصية، بالإضافة إلى العلاقات الاجتماعية التي تكون بين الجمهور حيال المحتويات الإعلامية.
كما وأخذت نظريات التأثير الانتقائي حيّز ساعدها على التغيير عقب ظهور وانتاج التقنيات والمناهج الجدية، والتي بدورها ساهمت في دراسة العوامل الاجتماعية والنفسية لنظريات التأثير الانتقائي الإعلامي بشكل مباشر، كما وساعدت نظريات التأثير الانتقائي على رفض الأفكار التي تنادي بتصنيف الجمهور إلى جمهور ناقد والتي تؤكد على عدم وجود روابط ما بينهم، ومن النظريات التأثير الانتقائي:
- نظرية الفروق الفردية: ويقصد بها النظرية التي تؤكد على أنَّ الجمهور الإعلامي ليس جماعة متناسقة ومترابطة بشكل جماعي، بل هو عبارة عن جمهور فردي يتأثر بشكل فردي حيال المعلومات والرسائل الاتصالية المتاحة، حيث ظهرت هذه النظرية نتيجة الاعتبارات الفردية التي ساهمت في ظهور الظروف الذاتية والسمات الشخصية للجمهور الإعلامي.
وبالتالي فإنَّ التأثير الحاصل للجماهير الإعلامية تكون وفقاً للعوامل الانتقائية، سواء كان ذلك من خلال الإدراك الانتقائي أو التعرض الانتقائي والذي بدورهم يؤثرون على طبيعة الردود الاتصالية المتكونة لدى الجمهور الإعلامي.
- نظرية الفئات الاجتماعية: ويقصد بها النظرية التي ظهرت نتيجة التطورات التي تحصل على المجتمعات الصناعية الحديثة، كما وساعدت على تعقيد المجتمع بالإضافة إلى تقسيمة إلى مجموعة من الطبقات الاجتماعية فيما بينهم، كما وساعدت على زيادة الحركات التنقلية ما بين المجتمعات.
وعليه فإنَّ نظرية الفئات الاجتماعية ساهمت في إيجاد تراكيب اجتماعية مختلفة، وهو ما ساهم في ظهور فئات اجتماعية متباينة ومتعددة من ناحية الصفات والخصائص الجماهيرية، من مثل الانتماء الديني، الجنس، التعليم، الدخل، الأصل العرقي.
- نظرية التأثير غير المباشر المعتدل: ويقصد بها النظرية التي تحتل قيمة كبيرة في الوسائل الإعلامية؛ وذلك على اعتبار أنَّ نظرية التأثير المباشر أو الانتقائي لا تحتل قيمة في التوصل للتأثيرات في الوسائل الإعلامية بعيدة المدى.
وبالتالي فإنَّ نظريات التأثير غير المباشر المعتدل تؤكد على النتائج الحالية والتي يتوصل إليها الجمهور الإعلامي من خلال تعرضة للوسائل الإعلامية بكافة أنواعها، من الأمثلة على هذه النظريات: نظرية الاستخدامات والاشباعات، نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام، نظرية تحديد الأولويات.