نظرية الغرس الثقافي:
حيث تعتبر أحد النظريات الاتصالية الأكثر استعمالاً في ميادين الإعلام، وخاصة في وسيلة التلفزيون، حيث تحتوي على شقّين، هما: الغرس، والتي تعني الأساليب التي يتم من خلالها زرع المكونات المعرفية بالإضافة إلى تنميتها، كما تقوم على زرع المكونات النفسية.
كما تحتوي نظرية الغرس الثقافي على المصادر المعلوماتية كافة، دون إهمال أو غض النظر عن أحدها، وبالتالي فلقد جاء مفهوم الغرس، في فترة السبعينات، بحيث ظهر نتيجة للآثار الاجتماعية التي كانت في تلك الفترة، كما يرتبط مفهوم الغرس في الشؤون الاجتماعية والتي بدورها تساهم في التنشئة الاجتماعية وتطورها.
مفهوم الثقافة، حيث يقصد به الثقافة التي تحتوي على الثقافة المجتمعية والتي تتمثل في الأعراف، التقاليد، العادات والقيم، بالإضافة إلى المعتقدات، الأفكار، بحيث قد تكون هذه الثقافة عامية أي تتعلق بالمجتمع كل، أو أن تكون ثقافة متخصصة، بحيث تتعلق بجمهور مستهدف وخاص.
كما أشارت الدراسات في علم الإعلام والاتصال بأنَّ الثقافة ليست لها علاقة بالظواهر المادية، كما لا توجد علاقة ما بين الثقافة والسلوكيات، بل تعتبر الثقافة بمثابة باب يتم من خلاله تنظيم هذه الظواهر بالإضافة إلى تنظيم كافة المكونات المجتمعية.
كما لا بد من الوقوف على مفهوم الغرس الثقافي ككل، والذي ظهر نتيجة لارتباط الدراسات والأبحاث الاتصالية بالتأثير الشمولي والتراكمي لوسيلة التلفزيونية على الجمهور المستهدف، بحيث تهتم نظرية الغرس الثقافي بالطرق التي يتم من خلالها دراسة الآثار التي تنتج عن استخدام الوسائل الإعلامية.
بالإضافة إلى ذلك فإنَّ اعتماد الجمهور في التعرّض للوسائل الإعلامية على نظرية الغرس الثقافي، ويرجع السبب وراء ذلك هو قدرة النظرية على التأثير على الاتجاهات والعادات الاجتماعية والتي بدورها تقوم في تقديم الرسائل والصور التي يتم تبادلها ما بين الوسائل الإعلامية من جهة وما بين الجماهير العامة من جهة أخرى.
وبالتالي فإنَّ بيئة نظرية الغرس الثقافي وهيكلها الرمزي يتسم بالتعقيد والصعوبة في فهمه من قبل الجمهور، لذا يتم استخدام الأساليب والطرق والتي تساهم في رفع مستويات التفاعل ما بين المتلقين، بحيث يتم تناقل المعلومات فيها من الهرم الأعلى إلى الأسفل والتي توازي الهرم المعتدل؛ وذلك من أجل الوصول إلى نماذج خطية يتم من خلالها فتح قنوات التواصل المغلقة ما بين الجماهير.