اقرأ في هذا المقال
- أول نشأة للأمبودسمان في السويد
- ما هو ميثاق الشرف الصحافي في السويد؟
- نشأة الأمبودسمان في أميركا
- حجج رفض دور الأمبودسمان
- ردّ مؤيدو الأمبودسمان
- أسباب تشكيل منظمة الأمبودسمان
- ما هي الأسئلة التي حدّدتها منظمة الأمبودسمان؟
- ما هي الإنجازات الملموسة للأمبودسمان؟
- ما الفرق بين الأمبودسمان في الصحف السويدية والأميركية؟
- أسباب صعوبة إمكانية تطبيق فكرة الأمبودسمان في العالم العربي
ساعد الوسيط الصحفي في تحقيق علاقة متوازنة بين الصحف والقراء، بعد معركة طويلة بينهم، حيث ساهمت في خلق أزمة مصداقية وثقة؛ الأمر الذي ساعد على حدوث مشاكل كبيرة إلا أن الأمبودسمان حسَّن هذه العلاقة.
أول نشأة للأمبودسمان في السويد:
يُنظر لفكرة الأمبودسمان على أنها ناجحة، فقد أيَّدت اللجنة الملكية البريطانية 1977 عملهم واسندت نجاحاته إلى الاستقلالية التي يتمتع بها وقدرته على مساعدة المواطن، وفُسَّر نجاح الامبودسان بأنه يعود لدعم الصحافة الكام للنظام وان جميع الصحف السويدية ترتبط فيه عن طريق ارتباطهم باتحاد ناشري الصحف واتحاد الصحف السويدية، حيث تعدّ السويد رائدة في حرية الصحافة على مستوى عالمي، كما تحيط هذه الحرية بأكبر قدر من الضمانات.
وفي العام 1766 تبنى البرلمان السويدي مبدأ حرية الصحافة واعتبره مادة دستورية، ولا يجوز في السويد إصدار أي قانون مقيّد لحرية الصحافة إلا بشروط صعبة ومعقدة، منها: أن يكون في هذا القانون مصلحة عامة للمجتمع الديموقراطي، وأن تكون له ضرورة واضحة، وأن يوافق عليه برلمانان منتخبان، وتقوم مسؤولية الدولة حيال الصحافة على مبدأ الحرية المطلقة، تأسس أول مجلس صحافة في العالم في السويد في العام 1916، وصار أنموذجاً يُحتذى أوروبياً.
و نشأ مجلس الصحافة السويدي بمبادرة من الصحافة ذاتها، ويعمل وفقاً لمنهجية التنظيم الذاتي، ويضم تحت مظلته رابطة ناشري الصحف السويدية ونادي الصحافة القومي واتحاد الصحافيين السويديين، ويتكوّن من عضوين من الجمهور وثلاثة أعضاء من الصحافة، ويتمتع القاضي بخبرة واسعة. وتوسّعت عضوية المجلس في العام 1969، ليشمل: 6 من الجمهور و 6 من الصحافة، ورئيس، وعلى الرغم من كون مجلس الصحافة السويدي هو بمثابة محكمة شرف، فإنه تعرّض لانتقادات عدة مفادها أن المجلس فشِل في أداء الدور المنوط به، ما أفضى لتشكيل الأمبودسمان في 1969.
ما هو ميثاق الشرف الصحافي في السويد؟
استصدر في العام 1978، ثم عُدّل، وأعيد استصداره في 1995، واشتركت في وضعه رابطة ناشري الصحف السويدية واتحاد الصحافيين السويديين واتحاد الإذاعيين في الراديو السويدي، واتحاد الإذاعيين في محطات التلفزيون ومؤسسة الراديو التعليمي.
ويتضمن الميثاق مبادئاً من قبيل: النقد لمصادر الأخبار، التأكد من صحة الحقائق، التمييز بين الرأي والحقائق، حق تصحيح الخطأ، احترام الخصوصية، عدم العنصرية، عدم خداع القارئ وتضليله، مراعاة مصلحة الآخرين، الحفاظ على سرية البيانات إذا ما اتُفق على ذلك، احترام حقوق التأليف، عدم التزييف والفبركة، فلا يقتصر هذا الميثاق على الصحف فحسب، بل الإذاعة والتلفزيون كذلك الأمر، لكن الشكاوى على الأخيرين تحال للجنة الإذاعة وهي لجنة تعيّنها الحكومة السويدية.
نشأة الأمبودسمان في أميركا:
في البداية لم توافق الصحف على فكرة الوسيط الصحفي؛ ممّا جعله يقترح أن يُعيَّن الأمبودسمان من قبل هيئة تحرير الصحيفة، شريطة أن يكون من خارج طاقم الصحيفه، ففي عام 1970م تم تعيين أول أمبودسمان في أمريكا، ثم بدأت تنتقل الفكرة إلى باقي الصحف، لغاية عام 1998م قامت فقط 36 صحيفة من بين 1700 بتعيين أمبودسمان.
وفي محطات التلفزيون والاذاعة لم تكن الفكرة رائجة، إذ لم يكن غير شبكة (CBC) قد وظّفت أمبودسمان، وبعد أن أوضحت ايجابية ردود أفعال المستمعين للمكتب، فقد أنشأت شبكة (NBC) و (BBC) البريطانية مكتبا للأمبودسان، وفي عام 1980 تم إنشاء منظمة الأمبودسمان (ONO) التي ضمَّت في عضويتها 36 عضواً من أمريكا و 6 من البرازيل و 5 من كندا.
وأسفرت المناقشة عن تشكيل لجنة “هوتشنز” عام 1947، ومن أهم توصياتها العمل بفلسفة التنظيم الذاتي، رفض مُلاّك الصحف الأمر؛ لأنهم رأوا فيه تناقضاً مع التعديل الأول للدستور الأميركي، الذي يرفض التدخل في شؤون الصحافة، وفي الستينيات تزايد الغضب الشعبي ضد الصحافة نتيجة لتزايد سطوتها وتناقص مصداقيتها، وتحديداً في حرب فيتنام، من هنا ظهرت فكرة الأمبودسمان، وسببت تحدياً للصحافي والأكاديمي.
وجاء بعدها رئيس تحرير جريدة النيويورك تايمز راسكن وطالب بإنشاء ما يشبه الأمبودسمان في الصحف، لكن لم تستجب سوى صحيفة “كوريير” التي تصدر في لويزفيل، التي أنشأت أول أمبودسمان في العام 1967م، وفي نوفمبر 1969 قدّم فيل فويزي مذكرة طلب للواشنطن بوست لتعيين أمبودسمان من قرّاء الصحيفة، لكنه تراجع لاحقاً عن فكرة تعيينه من قِبل القرّاء، مطالباً بتعيينه من قِبل هيئة تحرير الصحيفة على أن يكون من خارجها.
ونظراً لمطالب فويزي، فقد تعيّن أول أمبودسمان لها في العام 1970، ومن هنا راجت لدى صحف أميركية ولكن بإيقاع بطيء، وحتى العام 1998 لم تقم سوى 36 صحيفة أميركية بتعيين أمبودسمان، من بين 1700 صحيفة، أي ما لا يتجاوز 3 %، فأول شبكة إذاعية أنشأت مكتباً مستقلاً للأمبودسمان هي “سي بي سي”، شبكات إذاعية وتلفزيونية عيّنت أمبودسمان، مثل “إن بي سي” و”بي بي سي”، وكذلك إذاعة جنوب أفريقيا، في العام 1980 أنشئت منظمة الأمبودسمان، والتي تضمّ الصحف والوسائل الإعلامية التي عيّنت الأمبودسمان.
حجج رفض دور الأمبودسمان:
- يحتاج الصحافيون للنقد من خارج الصحيفة وليس داخلها.
- الأمبودسمان يقف حائلاً بين الصحيفة والقرّاء.
- نقد الأمبودسمان لزملائه يسيء لنفسيتهم.
- الأمبودسمان لا يمنع حدوث الأخطاء، بل يرصدها عقب حدوثها.
ردّ مؤيدو الأمبودسمان:
- رئيس التحرير لا يملك الوقت والصبر الكافيين للاستماع لشكاوى القرّاء، بعكس الأمبودسمان.
- هناك تناقص ملحوظ في مصداقية الصحف وحياديتها.
- الأمبودسمان وسيلة لحماية الصحافة من نفسها.
- الأمبودسمان يقلّل من العداء حيال الصحيفة ويزيد من فهم الجمهور لطبيعة عمل الصحافي.
- تتناقص قضايا القذف التي يرفعها القرّاء على الصحف.
- يقنع الجمهور بأن صحيفته عادلة.
- تزيد نزعة التنظيم الذاتي لدى الصحافيين.
أسباب تشكيل منظمة الأمبودسمان:
- لتحسين نوعية التقارير الإخبارية.
- مساعدة الوسيلة الإعلامية على الالتزام بمسؤولياتها حيال القرّاء.
- زيادة وعي الصحافيين باحتياجات الجمهور.
- توفير وقت الناشرين ورؤساء التحرير.
- حل بعض المشاكل قبل الوصول بها للمحاكم.
ما هي الأسئلة التي حدّدتها منظمة الأمبودسمان؟
- هل من المهم أن يعرف الجمهور هذه القصة؟
- هل بالغت الصحيفة في التغطية أم قصّرت؟
- هل التغطية متحيّزة؟
- هل هناك محاولة من الصحيفة لإحداث التوازن؟
- هل القصة كاملة؟
- هل الاقتباسات دقيقة؟
- هل حافظت الصحيفة على سرية المصادر؟
- هل اعتمدت الصحيفة على مصادر مجهولة؟
- هل استخدمت الجريدة معلومات لم يسمح المصدر بنشرها؟
- هل انتهكت الصحيفة الخصوصية؟
- هل العناوين والمقدمة تتفق والفحوى؟
ما هي الإنجازات الملموسة للأمبودسمان؟
- تحديد مكان ثابت للتصريحات في الصحف.
- حظر الإعلان عن الأفلام الإباحية.
- زيادة الاهتمام بمنع التشويه والتحريف.
- زيادة الاهتمام بالأخبار المحلية.
- زيادة الاهتمام بالجماعات المحلية.
- الالتزام بأخلاقيات النشر في الصحيفة.
- مزيد من الاهتمام بدقة المعلومات.
- زيادة الاهتمام باستطلاع آراء القرّاء.
- الصحف التي اعتمدت الأمبودسمان كانت أكثر عدالة في تغطية النزاعات العرقية.
ما الفرق بين الأمبودسمان في الصحف السويدية والأميركية؟
في السويد هو عام لكل الصحف وبتمويل منها جميعاً، بينما الوضع في أميركا مختلف؛ إذ لكل صحيفة الأمبودسمان خاصّتها، وأظهرت النتائج أن الأمبودسمان السويدي أفضى لعلاقة متوازنة بين الصحف والجمهور، أما الأميركي فقد كان أقرب لموظف العلاقات العامة وكان دوره محدوداً.
وآلية تعيين الأمبودسمان في السويد فيها نزاهة وتجرّد تام، أما في أميركا فتعيّنه هيئة التحرير في الصحيفة، مما يؤثر على درجة استقلاليته، وكلاهما يعملان في مناخات حرية، لكن السويدي ينال حرية أكثر، مقارنة بالأميركي الذي ما يزال يلاقي ضغوطات من مُلاّك الصحف، وفي أميركا، يزيد الأمبودسمان من العلاقة الطيبة بين الصحيفة والجمهور، أما السويدي فيعمل للصالح العام.
أسباب صعوبة إمكانية تطبيق فكرة الأمبودسمان في العالم العربي:
- تتعاضد وسائل الإعلام مع السلطات في تشويه سُمعة المعارضين والمحتجّين.
- قضايا القذف ليست في متناول الفقراء، بعكس المتنفذين، لذا باتت فكرة القضايا مقيّدة للصحافة.
- لدى وسائل الإعلام العربية أزمة ثقة ومصداقية، ولدى المتلقي أزمة ريبة وشكّ في نوايا وسائل الإعلام.
- الميزانية قد تكون عائقاً في وجه وسائل الإعلام الراغبة بتعيين أمبودسمان خاص بها، وقد لا توجد شرِعات معينة بعد لاستحداث جهاز أمبودسمان عام كما في السويد.
- ما يزال هناك جهل بالأخلاقيات لدى كثير من ممارسي العمل الإعلامي، وجهل شعبي أيضاً بمهام الصحافي.
- ما يزال مفهوم الرقابة الذاتية هو المهيمن وليس التنظيم الذاتي.
- نزعة العنف وردات الفعل الحادة (المزاج العام) قد يكون عائقاً أيضاً في حال المواجهة بين المتلقي والقائمين على الصحف.
- محلياً، قد تكون الفوضى الأبرز في المواقع الإلكترونية، أكثر من الصحف الورقية، بعكس كثير من الدول الأوروبية التي ما تزال تنحاز للصحافة الكلاسيكية مثل السويد، ممّا يجعل من تطويع هذه القوانين لتناسب الطرفين ضرورة (الصحف والمواقع).
- لا يوجد مزاج شعبي يتقبل فكرة النقد الدائم والمستمر، والمتمثل في شخص الأمبودسمان، حتى لو كان زميلاً في الوسيلة الإعلامية وليس شخصاً من خارج المؤسسة.
- قد يكون ميثاق الشرف الصحافي خطوة أولى للبدء بطريق قد ينتهي يوماً باستحداث جهاز الأمبودسمان محلياً وعربياً.
- ما يزال هناك تغوّل رسمي للسلطات في وسائل الإعلام.