أمثال عالمية عن الرفاق

اقرأ في هذا المقال


أمثال عالمية عن الرفاق:

ولد الإنسان بالفطرة على حب الرفقة والصحبة ومخالطة الآخرين، إذ لا يوجد إنسان في هذه الحياة لا يمتلك العديد من الرفاق والأصحاب الأخيار، فكل شخص يتخذ لنفسه جليساً يشاركه كل تفاصيل الحياة، والناس بطبيعتهم تتفاوت مستوياتهم من الناحية الدينية والناحية الأخلاقية، فهناك من يكون إنسان فاضل يتم الانتفاع من رفقته وصحبته، وهناك إنسان سيء لا تسبب صحبته ورفقته سوى الضرر والأذى.

فالرفيق يؤثر بشكل كبير على رفيقه، ففي حال كان إنسان صالح، فإنه يكسب رفيقه جميع التصرفات والسلوكيات الحسنة والأخلاقية الحميدة، وفي حال كان رفيق سوء، فإنه لا يورث رفيقه إلا الأخلاق السيئة، فالإنسان بطبيعته كثير الاكتساب والتأثر بمن يرافقهم من الخلان في المجالس والاجتماعات، وقد ظهرت العديد من الأمثال العربية والأمثال الأجنبية التي تناولت موضوع الرفاق، وفيما يلي نضع بين أيديكم البعض من تلك الأمثال.

1. يعرف المرء برفاقه (A man is known by the company he keeps):

أشار الحكماء والفلاسفة من خلال المعنى الضمني للمثل الإنجليزي أنّ للرفاق والصحبة أثر وانعكاس كبير على الشخص وأخلاقه وعاداته وسلوكياته، فالإنسان الشرير لا يرافق سوى الأشخاص الأشرار، والإنسان الشريف والذي يتحلى بكافة الصفات الأخلاقية السامية لا يرافق إلا الرفيق الصالح.

2. يعرف الإنسان رفيقه في السفر الطويل أو الحجرة الصغيرة (A man knows his companion in a long way and a little inn):

أوضح الحكماء من خلال بيان للمعنى الضمني للمثل الإنجليزي أنّ الإنسان يعرف حقيقة رفيقه وطبيعة سلوكه وأخلاقه حينما يرافقه في السفر الطويل، وفي حال رآه كيف يواجه المشاكل والصعاب، بالإضافة إلى كيفية تعامله مع الناس، وكذلك إذا أقام معه في مكان واحد لفترة طويلة، فإنه يرى طبيعته دون تكلف أو تظاهر.

3. الرفيق قبل الطريق:

أشار المثل العربي في مضمونه إلى أنه ينبغي على الفرد أن يختار رفيقه قبل السير في مشروع أو استثمار معين، حيث أنّ الرفيق الصالح يهون على رفيقه كافة الصعاب والعثرات التي من الممكن أن تواجه رفيقه، بينما الرفيق السيء هو من يثقل كاهل رفيقه ويصعب عليه كل أمر قد يمر به؛ مما يسبب قطع الطريق على رفيقه وتركه في نصفها.

4. فالأيام تمضي والعمر ينقضي والزمن لا يقف ويرعبنا بأن نبقى بلا رفيق:

أشار العلماء والفقهاء من خلال بيان المعنى الضمني للمثل العربي الذي أطلقه الأديب جبران خليل جبران أن لا شيء في هذه الحياة ما يمنع الإنسان من إيجاد رفيق وصاحب يحمل معه ويشاركه جميع ما يمر به من أفراح وأحزان.

5. فترات السفر طويلة ومملة لمن ليس له رفيق في رحلته وكذلك رحلة الحياة:

أوضح الحكماء من خلال المعنى الضمني للمثل العربي أنّ الإنسان الكثير السفر يحتاج إلى رفيق يهون عليه مصاعب السفر ويسهل عليه جميع مراحل السفر، فالرفيق يهون الكثير من المتاعب والمصاعب على رفيقه، كذلك هي رحلة الحياة، فكل إنسان يحتاج إلى رفيق درب وصديق خلال سيره في الحياة.

6. الوحدة خير من رفيق السوء (Loneliness is better than a bad companion):

يعود أصل المثل إلى دولة فرنسا، حيث خرج به الشعب الفرنسي مخاطباً كافة الأطياف البشرية مقدماً نصيحة وحكمة عظيمة تجلت في الابتعاد عن رفاق السوء، حيث أشار الحكماء من خلال المعنى الضمني للمثل الفرنسي أن جلوس الإنسان بمفرده أفضل من اختيار الجلوس مع رفيق سوء يعكس عليه الطاقة السلبية التي تؤثر بشكل كبير على نفسية الفرد.

7. وحين تلتمس رفيق الطريق فإياك أن تنظر إلى لونه أو لسانه بل ابحث عن نواياه وهمته، المهم أن ما يجمعك بمحبيك هو لغة القلب:

يعود أصل المثل إلى دولة أفغانستان، حيث كان أول ما خرج على لسان عالم الفقه والشاعر (جلال الدين الرومي)، كما تداوله الشعب الأفغاني وكافة الأطياف البشري بشكل كبير وواسع؛ وذلك لما يحمله في مضمونه من حكمة عظيمة ونفيسة تمثلت في عدم النظر إلى الرفيق حسب أصله وفصله ولونه وعرقه، بل المهم النظر بما يصدر عنه وهذا ما أشار إليه المثل الأفغاني في مضمونه.

حيث أوضح الحكماء والفلاسفة من خلال المعنى الضمني للمثل الأفغاني أنّ الرفيق يبين معدنه من خلال ما يصدر عنه من مواقف وتصرفات وسلوكيات اتجاه رفيقه، ولا علاقة لذلك باللون أو اللغة أو الجنس أو العرق.


شارك المقالة: