نبذة عن ابن سناء الملك:
وهو هبة الله بن جعفر بن سناء الملك، أبو القاسم، كان أديب وشاعر متميز في عصر الدولة العباسية. وسناء الملك هو عبارة عن لقبه الذي اشتهر به. واختلف المدوّنون والمؤرّخون حول ميلاد ولادته، فمنهم من قال أنه ولد سنة خمسمائة وخمسون للهجرة، ومنهم من قال أنه ولد سنة ستمائة وثمانية للميلاد.
ولكنهم اتفقوا على مكان ولادته، حيث ذكروا أنه ولد في مصر العربية، كما نشأ الشاعر ابن سناء الملك وترعرع في ظل عائله عريقة وعظيمة الشأن في الدولة العباسية، التي كانت تتصف أسرته بالغنى والثراء. وكذلك ترعرع الشاعر ابن سناء الملك في كنف والده الذي كان يرعاه ويربيه، كما عمل على تثقيفه وتعليمه على يد عظماء الأدباء والعُلماء في الجمهورية العربية المصرية آنذاك.
وحفظ الشاعر ابن سناء الملك القآن المريم وتعلّم الحديث النبوي الشريف، كذلك درس اللغة العربية وعلوم النحو اللغوي، حيث وازن في بداية عمره وجمع ما بين اللغة والنحو والفقه والدين، حيث أتقن الشاعر بالعديد من اللغات الأجنبية التي كانت رائجة في العصر العباسي آنذاك كاللغة الفارسية، حيث ذكر العديد من المدوّنون لحياته أنه كتب إنجازاته ومؤلفاته باللغة الفارسية التي كان معروفاً بإتقانها في تلك الفترة.
ومن العلوم التي أتقنها الشاعر أيضاً علوم الفلك. ويظهر ذلك من خلال العديد من المواطن التي كان يذكر ويشير فيها إلى أسماء بعض الكواكب، كذلك النجوم ومواقع الأفلاك وغيرها.
وكثرت علاقات الشاعر ابن سناء الماك مع كبار وعظماء والولاة في الدولة البعاسية في ذلك الوقت، حيث كان هنالك نوع من العلاقة الوطيدة مع أحدهم الذي كان يُسمّى بالقاضي الفاضل، حيث قال عنه في أحد المرات :”هو الأستاذ وأنا التلميذ له، والمتعلّم منه كذلك”.
وكتب الشاعر ابن سناء الملك كتاب أطلق عليه اسم فصوص الفصول، حيث جمع فيه الرسائل الحافلة والتي كان يقوم القاضي الفاضل بإرسالها إلى الشاعر ابن سناء الملك وكذلك الرد عليها.
وكان لتلك العلاقة أثر بالغ الأهمية في حياة ابن سناء الملك، حيث قام القاضي الفاضل بتوطيد علاقة ابن سناء الملك مع صلاح الدين الأيوبي في ذلك الوقت. وذكر المدوّنون الذين أرَّخوا لحياة الشاعر ابن سناء الملك أنه توفّي سنة ستمائة وأربعة وستون للميلاد، في مصر.