اقرأ في هذا المقال
الطريقة اللغوية المستخدمة في لغة كبار السن:
يستخدم الحديث المتبع مع كبار السن في العديد من السياقات المختلفة من قبل الشباب عند التحدث إلى كبار السن. حيث أظهرت العديد من الأبحاث التي أجرتها اللغوية سوزان كمبر، أن كلاً من المتطوعين ومقدمي الرعاية المحترفين يشاركون في التحدث مع كبار السن عند التعامل مع هذه الفئة العمرية، ويتم استخدام هذه اللغة بغض النظر عن القدرة التواصلية لكبار السن. كما تم استخدام هذه الطريقة في التفاعل والحديث عند التواصل مع كبار السن الذين كانوا أعضاء مجتمع أصحاء ونشطين.
كلام كبار السن والخرف:
ومن المثير للدهشة أن مقدمي الرعاية استخدموا طريقة معينة من اللغة عند مخاطبة البالغين المصابين بالخرف اللذين انخفضت قدرات الاتصال والتفاعل لديهم، وكذلك أولئك الذين لا يعانون من الخرف، مما يدل على أن إشارات العمر تكون أكثر بروزًا للمتحدثين من إشارات الصحة العقلية أو البدنية، وإشارات حول القدرة على التواصل. ولكن لسوء الحظ، تعتمد طريقة التحدث المتبعة مع كبار السن على الصور النمطية وليس السلوك الفعلي لكبار السن؛ وذلك لأنها طريقة تستخدم في المواقف والظروف التي يعمل فيها كبار السن بشكل جيد.
كلام كبار السن والإعاقة:
في الواقع يعد كلام المسنين مسيء ولكن لم يعد سكان دور رعاية المسنين منزعجين من أنماط الكلام هذه لأنهم ادعوا أنها عادة عادية، يتم اتباعها لتسهيل الفهم بين كبار السن بين بعضهم وبينهم وبين مختلف الفئات العمرية. وبشكل عام يستخدم الشباب نسخة مبالغ فيها من كلام كبار السن عند التعامل مع كبار السن المعاقين. فعندما يتحدث كبار السن مع كبار السن من ذوي الإعاقات الإدراكية، فإنهم ييسرون الكلام بدرجة أقل من الشباب، ويتكلمون ببطء أكثر ويدمجون فترات التوقف في الكلام بشكل أكثر، ولكنهم لا يستخدمون المزيد من التكرار اللغوي مثل الشباب.
فمن الممكن أن المتحدثين الأكبر سنًا وخاصة من لديهم إعاقات، قد لا يستوعبون كلامهم بنفس القدر من أجل تجنب الظهور بمظهر الاستعلاء، حيث تظهر الأبحاث أن ما يقارب من 80% من الاتصالات تكون بينهم غير لفظية. وتتضمن كلمة (Elderspeak)، التي تعني اللغة المتبعة للحديث مع كبار السن، التواصل مع كبار السن بطريقة لطيفة والتي تشمل الإشارات والإيماءات غير اللفظية.
كلام كبار السن والزهايمر:
مرض الزهايمر (AD) هو حالة تنكسية عصبية تقدمية تدمر تدريجياً القدرة على التذكر والانخراط في تفاعل اجتماعي هادف. حيث أفاد مقدمو الرعاية بمركز أبوظبي أن معظم ضغوطهم تأتي من محاولات فاشلة للتواصل مع مرضاهم، وفي محاولة لتحسين التفاعل التواصلي بين مقدم الرعاية والمريض، ينصح العديد من الأطباء مقدمي الرعاية بتعديل كلامهم عند التحدث إلى المريض.
قال الدكتور ويليامز بأن المهمة الرئيسية للشخص المصاب بمرض الزهايمر هي الحفاظ على الشعور بالذات أو الشخصية، فإذا كنت تعلم أنك تفقد قدراتك المعرفية وتحاول الحفاظ على شخصيتك، وكأن شخص ما يتحدث إليك مثل طفل فهذا أمرًا مزعج للغاية، ومن الممكن أن يسبب العديد من الأمراض النفسية، وكانت هذه دراسة أجريت من قبل عدد من العلماء في عام 2008. ولهذا يجب علينا استخدام لغة محددة معهم.
وغالبًا ما يُطلب من القائمين على رعاية البالغين المصابين بمرض الزهايمر التحدث إلى مرضاهم بشكل أبطأ، على الرغم من عدم إثبات أن بطء الكلام يحسن الفهم لدى مرضى الزهايمر.
المجتمعات غير الطبية وكلام كبار السن:
تستخدم اللغة المتبعة للحديث مع كبار السن بشكل شائع في المجتمع العام، وليس فقط في سياق الرعاية الصحية. حيث ينتشر كلام كبار السن في مكان العمل، وفي العادة ما يتعرض كبار السن لسوء المعاملة ممن يثقون بهم أو يعتمدون عليهم. ففي مكان العمل، يمكن أن يكون هؤلاء الأشخاص موظفين إداريين وإشرافيين. حيث تساهم الأشكال المتزمتة من كلام كبار السن في التمييز في مكان العمل، ممّا قد ينتهك حق الإنسان الأساسي لهذا الفرد في بيئة عمل آمنة، وهذا يدل على أن اللغة المتبعة مع كبار السن قد تتأثر بالسياق والبيئة المحيطة.
عواقب كلام كبار السن:
تفترض النظريات الشائعة حول كلام كبار السن، بأنه طريقة كلام تنشأ من مشاكل الاتصال الفعلية المرتبطة بالعمر والقوالب النمطية السلبية حول كفاءة كبار السن.
عيوب لغة كبار السن:
هناك عدد من المساوئ من الممكن أن تنشأ عن الحديث مع كبار السن بلغة مختلفة عن اللغة المستخدمة في الحياة اليومية مع مختلف الفئات العمرية، فقد يتضرر كبار السن نفسيًا عند معرفتهم كيف ينظر إليهم نتيجة استخدام هذه اللغة، سواء من قبل البالغين الأصغر سنًا أو من قبل كبار السن نفسهم. فغالبًا ما نجد أن كبار السن يتكلمون بدور الرعاية بأسلوب يخلو من الاحترام.
يستند كلام كبار السن إلى الصور النمطية بسبب الطريقة التي يتحدث بها الشباب مع كبار السن كما لو كانوا أقل كفاءة، ويجد كبار السن فرصًا أقل للتواصل بشكل فعال وقد يواجهون تراجعًا في احترام الذات والاكتئاب وافتراض السلوك التبعي المتوافق مع صورهم النمطية عن كبار السن. كما يمكن أن يصبحوا أقل اهتمامًا بالتفاعل الاجتماعي.
الدراسات الحديثة في مساوئ كلام كبار السن:
بينت دراسة حديثة أنه عند استخدام لغة معينة ومخصصة عند الحديث مع كبار السن هذا من شأنه أن يقلل الفهم ويزيد الارتباك لديهم. كما حدد علماء الاجتماع القدامى لأول مرة كلام كبار السن وقدّروا أن 20٪ من الاتصالات التي تحدث في دور رعاية المسنين هي في الواقع طريقة ابتكرها كبار السن نفسهم ولكن بدون وعي منهم.
فيجب على القائمين على رعاية المقيمين في دور رعاية المسنين توخي الحذر بشكل خاص عند استخدام لغة كبار السن. وعلى الرغم من أنه ثبت أن الكلام المسن يساعد كبار السن المصابين بالخرف والزهايمر في فهم اللغة، إلا أنهم ليسوا محصنين ضد الشعور بعدم الاحترام عند استخدامه.
وهناك مشكلة أخرى تتعلق بكلام المسنين وهي أن العاملين المرخصين والممرضات المسجلات وغيرهم من المتخصصين في فريق الرعاية الصحية نادرًا ما يكون لديهم تدريب وخبرة عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع كبار السن، وغالبًا ما يتم استخدام كلام كبار السن بشكل غير صحيح. حيث يبدو أن الجمل القصيرة لها تأثير مفيد على التواصل مع كبار السن، كما أن عوامل التحدث مع كبار السن مثل بطء الكلام ونبرة الصوت المبالغ فيها تميل إلى جعل كبار السن يشعرون بالسوء تجاه كفاءتهم.