اقرأ في هذا المقال
- طرق التدريس في الأكاديمية الأفلاطونية
- مجالات الدراسة وطلاب الأكاديمية الأفلاطونية
- كلمة أكاديمية وأفلاطون
ربما كان هيكل الأكاديمية الأفلاطونية في زمن أفلاطون ناشئًا ومنظمًا بشكل فضفاض، ويستنتج العلماء من وجهات النظر المتنوعة لمفكرين مثل يودوسو وليوسيبوس وزينوفون وأرسطو وغيرهم من الحاضرين في الأكاديمية خلال حياة أفلاطون.
طرق التدريس في الأكاديمية الأفلاطونية:
أنّ أفلاطون شجع مجموعة متنوعة من وجهات النظر ومناقشة وجهات النظر البديلة، وأنّه كون المرء مشاركًا في الأكاديمية لا يتطلب أي شيء مثل التمسك بالأرثوذكسية الأفلاطونية، وبهذه الطريقة عكس أفلاطون رغبة سقراط في إجراء حوار ومناقشة الأفكار بدلاً من ادعاء السفسطائيين بتعليم الطلاب إتقان موضوع معين، ولا بد من أنّ التعرف والوصول إلى ما تم تداوله ومناقشته في الأكاديمية تكون المصادر الأساسية من الحوارات الأفلاطونية وأهم الأشخاص الحاضرين في الأكاديمية.
في حين أنّه من المغري التحدث عن المعلمين والطلاب في الأكاديمية، فإنّ هذه اللغة يمكن أن تؤدي إلى صعوبات، بينما كان من الواضح أنّ أفلاطون كان قلب الأكاديمية فإنّه ليس من الواضح كيف تم منح الوضع الرسمي لأعضاء الأكاديمية، كما يبدو أنّ المصطلحات اليونانية التي تعني الرياضيات (mathētēs) بينما استخدمت في الأكاديمية كطالب أو متعلم أو تلميذ، وكلمة شمس (sunēthēs) استخدمت كشريك أو حميم)، وطقس (hetairos) استخدمت كرفيق، و(philos) كصديق بالإضافة إلى مصطلحات أخرى قد تم استخدامها بشكل مختلف لوصف الأشخاص الذين حضروا الأكاديمية.
مجالات الدراسة وطلاب الأكاديمية الأفلاطونية:
لا بد من أنّه لا يمكن تحديد الوظيفة الدقيقة للحوارات الأفلاطونية داخل الأكاديمية، فمن المؤكد عمليًا أنّها قد تمت دراستها وربما قراءتها بصوت عالٍ من قبل الأكاديميين في زمن أفلاطون، ومن المحتمل أيضًا أن تكون الحوارات قد تم تداولها كوسيلة لجذب الطلاب المحتملين، وكمسح سريع تظهر الحوارات مثل الجمهورية وتيماوس وثياتيتوس اهتمام أفلاطون بالمضاربة الرياضية.
تشهد الجمهورية ورجل الدولة والقوانين على اهتمام أفلاطون بالنظرية السياسية، حيث يُظهر كراتيلوس وجورجياس والسفسطائي اهتمامًا باللغة والمنطق والسفسطة، وتُظهر العديد من الحوارات بما في ذلك بارمينيدس والسفسطائي والجمهورية اهتمامًا بالميتافيزيقا والأنطولوجيا، بينما كانت اهتمامات أفلاطون متنوعة ومترابطة والتي تعكس موضوعات الحوارات الموضوعات التي كان من المحتمل أن يشارك الأكاديميون فيها.
تتوازى مجموعة الموضوعات التي تم فحصها في حوارات أفلاطون مع بعض ما نعرفه عن الاهتمامات الفلسفية للأفراد في الأكاديمية في حياة أفلاطون، وكان ثياتيتوس من أثينا ويودوكسوس من كنيدوس من علماء الرياضيات، وكان فيليب من أوبوس مهتمًا بعلم الفلك والرياضيات بالإضافة إلى العمل كسكرتير أفلاطون ومحرر القوانين.
أرسطو الذي كان مواطن ثري من ستاجيرا جاء إلى الأكاديمية عام 367 عندما كان شابًا وبقي حتى وفاة أفلاطون عام 347، وتُظهر مشاركة أرسطو لمدة عشرين عامًا في الأكاديمية الأفلاطونية انفتاح أفلاطون في تشجيع ودعم الفلاسفة الذين انتقدوا آرائه، وسمعة الأكاديمية المتزايدة وقدرتها على جذب الطلاب والباحثين حيث تلقي بعض الضوء على تنظيم الأكاديمية، يقال أنّ أرسطو كان يدرس البلاغة في الأكاديمية ومن المؤكد أنّه بحث في التقنيات الخطابية والسفسطائية هناك.
من المحتمل جدًا أنّ أرسطو بدأ في كتابة العديد من أعماله التي نمتلكها اليوم في الأكاديمية بما في ذلك أجزاء محتملة من الأعمال البيولوجية، على الرغم من أنّ البحث البيولوجي القائم على البيانات التجريبية ليس خط استفسار أنّ أفلاطون سعى وراء نفسه، وتشير إشارات أرسطو المتعددة إلى الحوارات الأفلاطونية في أعماله أيضًا إلى كيفية استخدام الحوارات الأفلاطونية من قبل الطلاب والباحثين في الأكاديمية.
في حين أنّ معظم الطلاب في الأكاديمية الأفلاطونية كانوا من الذكور، فإنّ كاتب سيرة ديوجينس لايرتيوس يسرد طالبتين في قائمته لطلاب أفلاطون وهما:
1- لاسنيا مانتينيا.
2- أكسيوثا فيليوس.
بينما كانت الأكاديمية الأفلاطونية عبارة عن مجتمع من الفلاسفة مجتمعين للمشاركة في البحث والمناقشة حول مجموعة واسعة من الموضوعات والأسئلة، كما كان للأكاديمية أو على الأقل الأفراد المجتمعون هناك بُعد سياسي، حيث يدّعي رد بلوتارخ على كولوتيس أنّ رفقاء أفلاطون من الأكاديمية شاركوا في مجموعة متنوعة من الأنشطة السياسي ، بما في ذلك الثورة والتشريع والاستشارات السياسية.
تدعم الرسائل المختلفة المنسوبة إلى أفلاطون هذا الرأي من خلال إثبات مشاركة أفلاطون في سياسة سيركوز وأترنيوس وأسوس، في حين أنّ الادعاءات بأنّ الأكاديمية كانت (مدرسة منظمة للعلوم السياسية) أو مؤسسة للأبحاث والتطوير (RAND Corporation) للعصور القديمة التي تذهب بعيدًا في إسناد الهيكل الرسمي والتنظيم إلى الأكاديمية، شارك أفلاطون والأفراد المرتبطون بالأكاديمية في القضايا السياسية في عصرهم بالإضافة إلى المناقشات النظرية البحتة حول الفلسفة السياسية.
كما هو ملاحظ كانت بعض المناقشات التي أجراها أفلاطون في الأماكن العامة للأكاديمية، بينما جرت مناقشات أخرى في مقر إقامته الخاص، ويسجل أريستوكسينوس على الأقل محاضرة عامة واحدة سيئة تلقيها أفلاطون حول (الصالح) عناصر التوافقيات (Elements of Harmonics II.30)، ومقطع فكاهي من سجلات ابقراط أفلاطون وسبيوسيبوس ومينديموس، والعديد من الشباب المنخرطين في التعريف الديالكتيكي.
في حين أنّه من الصعب إعادة بناء كيفية حدوث التعليمات في الأكاديمية، ويبدو أنّ المحادثة الديالكتيكية والمحاضرة والبحث والكتابة وقراءة الحوارات الأفلاطونية قد استخدمها الأفراد في الأكاديمية كطرق للبحث والتعليم الفلسفي.
كلمة أكاديمية وأفلاطون:
على الرغم من أنّ إنشاء الأكاديمية يعد جزءًا مهمًا من تراث أفلاطون، إلّا أنّ أفلاطون نفسه صامت عن أكاديميته في جميع الحوارات والرسائل المنسوبة إليه، وكلمة (أكاديمية) تظهر مرتين فقط في المجموعة الأفلاطونية، وفي كلتا الحالتين تشير إلى صالة للألعاب الرياضية بدلاً من أي منظمة تعليمية، وحدث واحد سبق ذكره من لايسس (Lysis) الذي يصف سقراط وهو يمشي من الأكاديمية إلى المدرسة الثانوية، بينما الحدث الآخر في أكسيوخوس (Axiochus) الزائف ويشير إلى التدريب الملائكي والجمبازي على أرض الأكاديمية ولا يشير إلى أي شيء له علاقة بأكاديمية أفلاطون.
يضيف صمت أفلاطون عن الأكاديمية إلى صعوبة تسمية أكاديميته بالكلمة الإنجليزية (مدرسة)، كما يشير ديوجين لايرتيوس إلى أكاديمية أفلاطون على أنّها (فصل الشعر)، والتي يمكن ترجمتها على أنّها (مدرسة) أو (طائفة)، ويأتي الاسم (فصل الشعر) من فعل (الاختيار)، وبالتالي فهو يشير إلى (اختيار الحياة) بقدر ما يشير إلى (مكان للتعليم).
وقد أطلق على رئيس الأكاديمية بعد أفلاطون اسم الباحث أو الطالب (scholarch)، ولكن بينما يشكل (scholē) أصل كلمتنا (مدرسة) واستخدم للإشارة إلى أكاديمية أفلاطون، فقد كان لها في الأصل معنى (وقت الفراغ).
يمكن أيضًا ترجمة الكلمة اليونانية (diatribē) إلى (مدرسة) من دلالة قضاء الوقت معًا، ولكن بغض النظر عن المصطلح اليوناني المستخدم، فإنّ الأنشطة التي تحدث في الأكاديمية خلال حياة أفلاطون لا ترتبط بدقة بأي من مفاهيم المدرسة لدينا أو جامعة أو كلية.
وربما يكون المصطلح الأكثر وضوحًا لوصف أكاديمية أفلاطون يأتي من مسرحية (the clouds) لأريستوفانيس، والذي كتب قبل ثلاثة عقود على الأقل من تأسيس الأكاديمية: فرونتستيريون (phrontistērion 94)، ويمكن ترجمة هذا المصطلح على أنّه مركز أبحاث، وهو مصطلح قد يكون جيدًا مثل أي مصطلح آخر لوضع تصور لأنشطة الأكاديمية المتعددة والمتطورة خلال حياة أفلاطون.