الأميرات الراقصات الاثني عشر(The Twelve Dancing Princesses) (أو الأحذية الراقصة البالية “أو” الأحذية التي كانت ترقص على القطع ) (بالألمانية: Die zertanzten Schuhe) هي قصة خيالية ألمانية جمعها الأخوان جريم ونشرت في (Grimm’s Fairy Tales in 1812) وهي من نوع (Aarne Thompson)
جمع تشارلز ديولين نسخة فرنسية أخرى في كتابه (Contes du Roi Cambrinus)، والذي نسبه إلى نسخة (Grimm) جمع ألكسندر أفاناسييف نسختين روسيتين مختلفتين بعنوان “The Night Dances” في كتابه (Narodnye russkie skazki) أقرب نظير لها هو الاسكتلندية كيت كراكرناتس، حيث يكون الأمير ملزمًا بالرقص كل ليلة.
الشخصيات:
- الجندي.
- الملك.
- بنات الملك.
- السيدة العجوز.
قصة الأميرات الراقصات الاثني عشر:
تدور أحداث القصة حول ملك لديه اثنتا عشرة بنت جميلة، كنّ ينمنّ في اثني عشر سريراً في غرفة واحدة، وعندما كنّ يذهبنّ إلى الفراش ويغلقن الأبواب خلفهنّ كان في كل صباح يتم العثور على أحذيتهن موجودة في أرجلهنّ كما لو كن يرقصنّ طوال الليل، ومع ذلك لم يستطع أحد معرفة كيف حدث ذلك أو أين كنّ، ثم أعلن الملك لجميع من في الأرض أنه إذا تمكن أي شخص من اكتشاف سرهن، أو اكتشاف مكان رقص الأميرات في الليل، فسيكون لديه الحرية في اختيار ما يريد منهن كزوجة له وسيرث الملك بعد موته، ولكن من حاول ولم ينجح بعد ثلاثة أيام وليال يقتل.
بعد هذا الإعلان سرعان ما جاء أحد الأمراء من أجل عرض الملك، وفي المساء تم نقله إلى الغرفة المجاورة للغرفة التي ترقد فيها الأميرات في أسرّتهن الاثني عشر، وهناك كان يجلس ليشاهد أين يذهبن للرقص ولكي لا يمر شيء دون سماعه، تُرك باب غرفته مفتوحًا، لكن ابن الملك سرعان ما نام ولما استيقظ في الصباح وجد أن الأميرات كن يرقصن لأن نعال أحذيتهن مليئة بالثقوب، وحدث نفس الشيء في الليلة الثانية والثالثة وفي كل مرة لم يستطع الأمير اكتشاف أمرهن لأنّه كان ينام طوال الليل.
غضب الملك وأمر بقطع رأس الأمير ثمّ جاء بعده عدة آخرون، لكن حظهم جميعًا هونفس الحظ، وخسروا جميعًا حياتهم بالطريقة نفسها ثمّ تصادف الآن أن جنديًا عجوزًا، أصيب في معركة ولم يعد بإمكانه القتال حيث مر عبر البلاد التي كان يحكم فيها هذا الملك، وبينما كان يسافر عبر الغابة، قابل امرأة عجوز، فسألته أين يذهب، فقال الجندي: لا أعرف إلى أين أنا ذاهب، أو ما الذي يجب أن أفعله بشكل أفضل، لكنني أعتقد أنني أود جيدًا معرفة المكان الذي ترقص الأميرات فيه، وبعد ذلك قد أكون ملكًا في الوقت المناسب.
قالت السيدة العجوز: حسنًا، هذه ليست مهمة صعبة للغاية، فقط احرص على عدم شرب أي من الشراب الذي ستأتي به إحدى الأميرات في المساء، وبمجرد أن تتركك تظاهر بأنك نائم بسرعة ثم أعطته عباءة وقالت: بمجرد أن تلبس ذلك ستصبح غير مرئي، وستتمكن بعد ذلك من متابعة الأميرات أينما ذهبن، وعندما سمع الجندي كل هذه المشورة الجيدة، قرر أن يجرب حظه: فذهب إلى الملك، وقال إنه على استعداد للقيام بالمهمة.
وقد لقي استحسانًا مثل الآخرين في البداية، وأمر الملك بإعطائه ثيابًا ملكية؛ ولما كان المساء اقتيد الى غرفته وبينما كان على وشك الاستلقاء، أحضرت له الأميرات الكبرى كوبًا من الشراب لكن الجندي أبقى كل شيء سراً، مع الحرص على عدم شرب قطرة ثم استلقى على سريره ، وبعد قليل بدأ يشخر بصوت عالٍ كأنه نائم بسرعة.
عندما سمعت الأميرات الاثني عشر هذا ضحكنّ بشدة، فقالت الكبرى: هذا الرجل أيضًا كان يمكن أن يفعل شيئًا أكثر حكمة من أن يفقد حياته بهذه الطريقة! ثم قمنّ وفتحنّ أدراجهنّ وصناديقهنّ وأخرجنّ كل ملابسهنّ الجميلة، وتجهزن كما لو كنّ حريصات على بدء الرقص، لكن الصغرى قالت: أنا لا أعرف، بينما أنتنّ سعيدات للغاية أشعر بعدم الارتياح، أنا متأكدت من أن بعض المشاكل ستصيبنا.
قالت الأكبر: أنت أيتها الساذجة خائفة دائمًا،هل نسيت كم عدد ابناء الملوك الذين حاولوا كشف أمرنا عبثا؟ وبالنسبة لهذا الجندي، لقد تناول الشراب ونام بشكل سليم بما فيه الكفاية وبعدما أصبحنّ جاهزات، ذهبنّ ونظرنّ إلى الجندي الذي كان يشخر ولم يحرك يدا ولا رجلا، فصعدت الكبرى إلى سريرها وصفقت بيديها، وغرق السرير في الأرض وفُتح باب مصيدة.
عندها رآهنّ الجندي ينزلنّ من الباب الواحد تلو الآخر، وكانت الأكبر تقود الطريق، وظن أنه ليس لديه وقت ليضيعه قفز ولبس المعطف الذي أعطته إياه المرأة العجوز وتبعهنّ ولكن في منتصف الدرج، داس على ثوب الأميرة الصغرى التي صرخت لأخواتها قائلة: كل شيء ليس على ما يرام لقد أمسك أحدهم بثوبي، فقالت الأكبر: أيتها المخلوقة السخيفة، ما هو إلا مسمار في الحائط.
بعدما وصلن إلى أحد البساتين حيث كانت الأوراق كلها من الفضة، متلألئة ومتألقة بشكل جميل حيث أراد الجندي أن يأخذ رمزًا للمكان، فقطع غصنًا صغيرًا وعند ذلك صدرت ضوضاء من الشجرة، ثم قالت الابنة الصغرى مرة أخرى أنا متأكدة من أن كل شيء ليس على ما يرام، ألم تسمعن هذا الضجيج؟ لم يحدث ذلك من قبل، لكن الأخت الأكبر قالت: إن أمرائنا فقط هم الذين يصرخون فرحًا بقدومنا.
ثم جاءت الفتيات إلى بستان آخر من الأشجار حيث كانت جميع أوراقه من الذهب، وبعد ذلك كان الثلث الآخر من البستان أوراقه كلها من الماس المتلألئ فكسر الجندي فرعًا من كل منهما، وكان في كل مرة يحدث ضجيج كانت الأخت الصغرى ترتجف من الخوف، لكن أختها الكبرى تقول ما زال الأمراء هم الذين ينتظرون فرحًا، فذهبنّ حتى وصلن إلى بحيرة عظيمة وعلى جانب البحيرة كان هناك اثني عشر قاربًا صغيرًا بها اثني عشر من الأمراء الوسيمين ، الذين بدا أنهم ينتظرون الأميرات هناك.
ثمّ دخلت الأميرات القوارب، وصعد الجندي إلى نفس القارب مع أصغرهن وأثناء تجديفهم فوق البحيرة، قال الأمير الذي كان على متن القارب مع أصغر أميرة : لا أعرف سبب ذلك، لكن على الرغم من أنني أجدف بكل قوتي، إلا أننا لا نتحرك بسرعة المعتاد وأنا متعبب جدًا: يبدو القارب ثقيلًا للغاية اليوم، فقالت الأميرة: أشعر بالدفء الشديد أيضًا هل من الممكن أنها فقط حرارة الطقس؟
على الجانب الآخر من البحيرة، كانت هناك قلعة مضاءة رائعة جاءت منها موسيقى مرحة من الأبواق وهناك نزلوا جميعًا ودخلوا القلعة ورقص كل أمير مع أميرته، والجندي الذي كان غير مرئي طوال الوقت، رقص معهم أيضًا وعندما كانت تضع أي من الأميرات كأسًا من الشراب كان يشربها بالكامل، حتى أنه عندما وضعت إحداهنّ الكأس في فمها كان فارغًا عند هذا أيضًا قبل أن تشرب منه شيئاً، كانت الأخت الصغرى خائفة بشكل رهيب، ولكن الكبرى كانت تسكتها دائمًا.
رقصنّ حتى الساعة الثالثة صباحاً، وبعد ذلك أصبحت أحذيتهم بالية، مما جعلهن يتركنها ثمّ قام الأمراء بجذفهنّ مرة أخرى فوق البحيرة ولكن هذه المرة وضع الجندي نفسه في القارب مع الأميرة الكبرى، وعلى الشاطئ المقابل ودعوا بعضهم البعض، ووعدت الأميرات بالعودة مرة أخرى في الليلة التالية.
ولما صعدنّ إلى السلم ركض الجندي أمام الأميرات واضطجع، وبينما كانت الأخوات الاثني عشر يعانين من التعب الشديد، سمعنه يشخر في سريره، فقلنّ: الآن كل شيء آمن تمامًا، ثم خلعنّ ملابسهنّ الجميلة وخلعنّ أحذيتهن وذهبنّ إلى الفراش، وفي الصباح لم يقل الجندي شيئًا عما حدث، لكنه عقد العزم على رؤية المزيد من هذه المغامرة الغريبة وعاد لمرافقتهنّ في الليلة الثانية والثالثة وحدث كل شيء كما كان من قبل حيث كانت الأميرات يرقصن في كل مرة حتى تتمزق أحذيتهن ثم يعدن إلى المنزل.
وفي الليلة الثالثة، حمل الجندي أحد الكؤوس الذهبية كرمز للمكان الذي كنّ فيه، وبمجرد أن حان الوقت الذي كان سيعلن السر فيه، قام بأخذ الدلائل أمام الملك بالفروع الثلاثة والكأس الذهبية حيث وقفت الأميرات الإثنا عشر يستمعن خلف الباب لسماع ما سيقوله وعندما سأله الملك: أين ترقص بناتي الاثنتي عشرة ليلاً؟ فأجاب الجندي: مع اثني عشر أميرًا في قلعة تحت الأرض.
ثم أخبر الجندي الملك بكل ما حدث، وأراه الفروع الثلاثة والكأس الذهبية التي أحضرها معه له، ثم دعا الملك الأميرات، وسألهنّ هل ما قاله الجندي صحيح، وعندما وجدن أنه تم اكتشافهن، وأنه لا فائدة من إنكار ما حدث اعترفن بكل شيء، وسأل الملك الجندي أيهما يختار منهن لتكون زوجته؟ فأجاب: أنا لست صغير جداً، لذلك سيكون لدي الخيار في الكبرى، وتزوجا في اليوم التالي وتم اختيار الجندي ليكون وريث الملك.