الترجمة ضمن اللغة الواحدة للنصوص العامية

اقرأ في هذا المقال


فن الترجمة هو فن ظهر منذ العصور القديمة، وكان هنالك عدّة أشكال للأعمال الأدبية في العصور القديمة ومنها: المخطوطات، الرسائل، النصوص التي تحتوي على الكثير من الرموز والدلالات والشيفرات المختلفة، فظهر مع فن الترجمة ما يسمّى بالترجمة ضمن اللغة الواحدة أو الترجمة التاريخية، والتي تختص بالحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي للحضارات، سنحكي عزيزي القارئ في هذا المقال عن شكل من أشكال تطوّر الترجمة التاريخية، وهي ترجمة النصوص العامّة.

ظهور النصوص العامية

يعتبر ظهور النصوص العامية شكل من أشكال تطوّر الترجمة التاريخية، فالنصوص التي تظهر بها اللغة العاميّة أو التي يطلق عليها البعض النصوص العامية دليل على التطوّر التاريخي لها، وعندما نتحدّث عن مصطلح اللغة الوطنية فنحن نقصد بها اللغة الأصيلة لبلد ما، ومن المهم الحفاظ على أصالة هذا البلد؛ وذلك عن طريق القيام بترجمتها والاحتفاظ بقيمتها الكبيرة.

وكذلك ظهر شكل آخر من أشكال النصوص العاميّة وهي النصوص المكتوبة باللغات الدينية أو اللغات العرقية، مثل اللغة البنجابية، وظهرت اللغة العامية بشكل كبير في القرون الوسطى، خاصّةً في الدول الأوروبية، ولكنّها تختلف اختلاف كبير عن اللغة الأم من ناحية المفردات والتراكيب، ولذلك فإنّهما غير متماثلتين.

ولأنّ اللغة العامية في تلك العصور أصبحت منتشرةً بشكل كبير؛ فإنّه كان على المترجم أن يقوم بعمل توازن في الترجمة بالتركيز على ما يسمّى بالقيم الإضافية؛ فيجب عليه أن ينقل ويترجم كل ما هو مكتوب سواء كان باللغة الفصحى أو اللغة الأم أو باللغة العامية.

وفي الترجمة يركّز المترجم على ما يسمّى بالاستمرارية اللغوية؛ والتي تحتّم على المترجم التركيز على كل الجوانب المخفية للنصوص، إذ إنّ البعض يعتبر الكلمات أو المصطلحات العاميّة غير مهمّة، ولكن المترجم يجب عليه التركيز على نقلها، وتعتبر الاستمرارية اللغوية من أهم حقوق المحافظة على التاريخ وهيبته الثقافية.

ويعتبر البعض أن الاستمرارية اللغوية قد تؤثّر على إضعاف الترجمة، وذلك لأنّها قد تقوم على ترجمة بعض المصطلحات الركيكة، وأثار هذا الأمر الجدل بين الكثيرين، واعتبر البعض أن اللغة لها خصوصيات غير قابلة للترجمة، ولكن مع انتشار العاميّة كان ولا بد من نقل كل ما يختصّ باللغة سواء كانت لغة عامية أو نص أدبي.


شارك المقالة: