قصة سندباد البحار ورحلته السابعة والأخيرة

اقرأ في هذا المقال


الرحلات السبع لسندباد البحار، الرحلة السابعة والأخيرة أو (The Seven Voyages of Sindbad the Sailor Seventh and Last Voyage) السندباد هو ملاح خيالي وبطل لدورة قصة من أصل شرق أوسطي. يوصف بأنه ينحدر من بغداد خلال فترة الخلافة العباسية المبكرة خلال سبع رحلات عبر البحار شرق إفريقيا وجنوب آسيا، أدرجها اندرو لانغ في كتاب الفلكلور العرببة ضمن سلسلة الف ليلة وليلة.

الشخصيات:

  • السندباد.
  • الخليفة.

قصة سندباد البحار ورحلته السابعة والأخيرة:

قال سندباد: بعد رحلتي السادسة كنت مصممًا تمامًا على ألا أذهب إلى البحر بعد الآن، لقد أصبحت الآن في سن لأقدر الحياة الهادئة، وقد واجهت مخاطر كافية، تمنيت فقط أن أنهي أيامي بسلام. لكن ذات يوم، عندما كنت جالس مع عدد من أصدقائي، قيل لي أن ضابطًا عند الخليفة يرغب في التحدث إليّ، وعندما قابلته طلب مني أن أتبعه في حضور هارون الرشيد، وعندما دخلت على الخليفة.
بعد أن حييته قال الخليفة: لقد أرسلت لك يا سندباد لأنني بحاجة إلى خدماتك، لقد اخترتك لتحمل رسالة وهدية لملك سرنديب مقابل رسالته الصداقة، كان طلب الخليفة قد سقط علي مثل صاعقة، أجبت: يا أمير المؤمنين، أنا مستعد لأفعل كل ما تطلبه جلالتك، لكنني أدعوك بتواضع أن تتذكر أنني محبط تمامًا بسبب المعاناة التي لم يمر بها أحد من قبل.
في الواقع، لقد قطعت نذرًا بعدم مغادرة بغداد مرة أخرى، وبدأت أعطيه وصفًا مطولًا لبعض من أغرب مغامراتي، وكان يستمع إليها بصبر، قال: أنا أعترف بأن لديك بالفعل بعض التجارب غير العادية، لكنني لا أفهم لماذا يجب أن يعيقوك عن تنفيذ طلبي، ما عليك سوى الذهاب مباشرة إلى سرنديب وإعطاء رسالتي، فأنت حر في العودة والقيام بما تريد.
ولكن من الضروري أن تذهب من أجلي، وبعد أن رأيت أنه لا مجال لتغيير الملك رأيه، أعلنت أنني على استعداد للطاعة والذهاب، وأعطاني الخليفة الذي كان مسرورًا بموافقتي على الرحلة ألفًا من الترتر لتغطية نفقات الرحلة. سرعان ما كنت على استعداد للبدء، وأخذت الرسالة والهدية، وشرعت في الرحلة وأبحرت بسرعة وأمان إلى سيرنديب.
وعندما وصلت أفصحت عن مهمتي حيث استقبلت جيدًا، ووصلت إلى غرفة الملك الذي استقبلني بفرح وقال: أهلا بك يا سندباد، لقد فكرت بك كثيرًا وفرحت برؤيتك مرة أخرى، بعد أن شكرته عرضت هدايا الخليفة، وكانت خمسون عباءة غنية بالتطريز من أفخر أنواع الكتان الأبيض من القاهرة والسويس والكوفة والإسكندرية ثم المزيد من الأسرّة، وإناء من العقيق منحوت بشكل رجل يصوب سهمًا على أسد، وأخيراً طاولة باهظة الثمن، كانت مملوكة ذات يوم للملك سليمان.
تلقى ملك سرنديب الهدايا تأكيدًا على صداقة الخليفة تجاهه، والآن بعد إنجاز مهمتي كنت متشوقًا للمغادرة، وأخيرًا حملني بالعديد من الهدايا، ولم أضيع وقتًا في الصعود على متن سفينة وأبحرت في الحال، وطوال أربعة أيام سارت الأمور على ما يرام.
في اليوم الخامس، كان من سوء حظنا الوقوع مع القراصنة الذين استولوا على سفينتنا، وقتلوا كل من قاوم وجعلوا من كان حكيماً واكتفى بالخضوع مرة واحدة سجناء، وأنا منهم، وعندما سلبونا كل ما نملكه، أجبرونا على ارتداء ثياب قذرة، والإبحار إلى جزيرة بعيدة حيث باعونا كالعبيد، وقعت في يد تاجر ثري، أخذني معه إلى المنزل وألبسني وأطعمني جيدًا، وبعد بضعة أيام أرسل لي وسألني عما يمكنني فعله.
أجبت أنني تاجر ثري تم أسره من قبل القراصنة، وبالتالي لم أكن أعرف سوى التجارة، قال: قل لي، هل يمكنك الرمي بقوس؟ أجبته أن هذا كان أحد التسلية في شبابي، ولا شك في أن مهارتي ستعود إلي من خلال الممارسة، وعلى هذا قدم لي قوسًا وسهامًا، وأركبني معه على فيل خاص به في طريقه إلى غابة شاسعة تقع بعيدًا عن المدينة. وعندما وصلنا إلى أعنف جزء منها، توقفنا وقال لي سيدي: هذه الغابة مليئة بالأفيال، اختبئ في هذه الشجرة العظيمة، وأطلق النار على كل ما يمر بك، وعندما تنجح في قتل أحد، أخبرني.
فقال إنه أعطاني طعامًا، وعاد إلى المدينة وجلست عالياً في الشجرة وراقبت، في تلك الليلة لم أر شيئًا، ولكن بعد شروق الشمس في صباح اليوم التالي مباشرة، جاء قطيع كبير من الأفيال، ولم أضيع وقتًا في ترك عدة سهام تطير، وفي النهاية سقط أحد الحيوانات العظيمة على الأرض ميتًا، وتراجع الآخرون تاركين لي الحرية في النزول من مخبئي والعودة لأخبر سيدي عن نجاحي، وقد نلت الثناء والتمتع بالأشياء الجيدة.
ثم عدنا إلى الغابة معًا وحفرنا خندقًا عظيمًا دفننا فيه الفيل الذي قتلته، حتى عندما يصبح هيكلًا عظميًا قد يعود سيدي ويحصل على أنيابه، وطيلة شهرين كنت أصطاد على هذا النحو، ولم يمر يوم من دون حصولي على فيل. بالطبع لم أكن دائمًا أقف على نفس الشجرة، ولكن أحيانًا في مكان واحد، وأحيانًا في مكان آخر، وذات صباح بينما كنت أشاهد مجيء الأفيال، فوجئت برؤية أنه بدلاً من عبور الشجرة التي كنت فيها، كما يفعلون عادةً توقفوا مؤقتًا، وأحاطوا بها تمامًا وهم يهزون الأرض بالثقل.
ولما رأيت عيونهم مثبتة علي خفت، وسقطت سهامي من يدي المرتعشة، كان لدي بالفعل سبب وجيه لرعبي عندما بعد لحظة، قام أكبر الحيوانات بجر بالاتجاه نحو شجرتي وبجهد واحد عظيم مزقها من الجذور مما أوصلني إلى الأرض المتشابكة في فروعها، اعتقدت الآن أن ساعتي الأخيرة قد أتت بالتأكيد، لكن المخلوق الضخم الذي حملني بلطف بما فيه الكفاية، وضعني على ظهره.
حيث تشبثت ميتًا أكثر مما كنت على قيد الحياة، وتبعه القطيع بأكمله، و بدا لي وقتًا طويلاً قبل أن يضعني الفيل على قدمي مرة أخرى، ووقفت كما لو كنت في حلم أشاهد القطيع الذي استدار وداس في اتجاه آخر، وسرعان ما اختبأ في الخشب الكثيف، ثم، بعد أن استعدت نفسي نظرت حولي، ووجدت أنني أقف على جانب تل كبير كان يتناثر بقدر ما أستطيع رؤيته بعظام وأنياب الفيلة.
قلت لنفسي: يجب أن يكون هذا هو مكان دفن الأفيال، ولا بد أنهم أحضروني إلى هنا لأتوقف عن اضطهادهم، لأنني لا أريد شيئًا سوى أنيابهم، وهنا فكرت أن فعلي هذا هو شيء لن أستطيع حمله عندما أصبح كبيرًا في العمر، عندئذ استدرت وذهبت للمدينة بأسرع ما يمكن، ولم أر فيلًا واحدًا بالمناسبة، مما أقنعني أنهم قد ذهبوا بشكل أعمق في الغابة، وبعد يوم وليلة وصلت إلى منزل سيدي الذي استقبلني بمفاجأة سعيدة.
صاح: يا سندباد المسكين، كنت أتساءل ما الذي يمكن أن يحدث لك، عندما ذهبت إلى الغابة وجدت الشجرة مقطوعة حديثًا، والسهام ملقاة بجانبها وكنت أخشى ألا أراك مرة أخرى، قل لي كيف نجوت من الموت، سرعان ما أشبع فضوله من قصتي، وفي اليوم التالي ذهبنا معًا إلى الل الملئ بالأنياب وقد شعر بسعادة غامرة عندما اكتشف أنني لم أخبره سوى بالحقيقة.
عندما حمّلنا فيلنا بأكبر عدد ممكن من الأنياب التي يمكن أن يحملها وكان في طريقنا للعودة إلى المدينة، قال: أخي، بما أنني لم أعد أستطيع أن أعاملك كعبد فقد أغنىني بهذه الطريقة، خذ حريتك ولترعاك السماء، لن أخفي عنك بعد الآن أن هذه الأفيال البرية قتلت أعدادًا من عبيدنا كل عام.
بغض النظر عن النصائح الجيدة التي قدمناها لهم، فقد تم القبض عليهم من الفيلة وقتلهم، أنت وحدك قد هربت من حيل هذه الحيوانات، لذلك لن تحصل على حريتك فحسب، بل سأمنحك أيضًا ثروة، أجبته: سيدي، أشكرك وأتمنى لك كل الازدهار، بالنسبة لي أنا فقط أطلب الحرية للعودة إلى بلدي، أجاب: حسنًا، ستأتي الرياح الموسمية قريبًا بالسفن العاجية إلى هنا، ثم سأرسلك في طريقك إلى حد ما لدفع رسوم عبورك.
لذلك بقيت معه حتى وقت الرياح الموسمية، وكل يوم كنا نضيف إلى متجرنا العاج حتى فاضت مستودعاته به. بحلول هذا الوقت، وعندما وصلت السفن أخيرًا ، اختار سيدي نفسه السفينة التي كنت سأبحر فيها، ووضع على متنها مخزونًا كبيرًا من الطعام والهدايا والحيوانات، وكذلك العاج بكثرة، وجميع أغلى منتجات البلد وكل ما يمكن اخذه كهدية لي، شكرته بشدة، وهكذا افترقنا.
تركت السفينة في الميناء الأول الذي أتينا إليه، ولم أشعر بالراحة على البحر بعد كل ما حدث لي بسبب ذلك، وبعد أن تخلصت من عاجي مقابل الكثير من الذهب، واشتريت الكثير من الهدايا النادرة والمكلفة، حملت قطيعي من الحيوانات وانضممت إلى قافلة من التجار.
كانت رحلتنا طويلة ومملة ، لكني تحملتها بصبر، مما يعكس أنه على الأقل لم يكن عليّ أن أخاف العواصف، ولا القراصنة، ولا الثعابين ولا أي من الأخطار الأخرى التي عانيت منها من قبل، ووصلنا مطولاً إلى بغداد، كانت أول مهمة لي هي تقديم نفسي أمام الخليفة، وإعطائه تقريرًا عن رحلتي.
أكد لي أن غيابي الطويل أزعجه كثيرًا، لكنه مع ذلك كان يأمل في الأفضل، أما عن مغامرتي بين الأفيال، فقد سمعها بذهول معلناً أنه لم يكن ليصدقها لو لم أكن معروفاً بصدقي، وبأمر منه، كتبت هذه القصة والأخرى التي أخبرته بها بأحرف من ذهب، ووضعتها بين كنوزه.
أخذت الإذن منه، وأنا راضٍ عن الأوسمة والمكافآت التي منحها لي ومنذ ذلك الوقت أرتحت من عملي، وسلمت نفسي بالكامل لعائلتي وأصدقائي، وهكذا أنهى السندباد قصة رحلته السابعة والأخيرة، ونظر إلى خادمه هندباد وأضاف: حسنًا يا صديقي، وماذا تعتقد الآن؟ هل سمعت يومًا عن أي شخص عانى أكثر، أو كان لديه مغامرة خطيرة أكثر مما مررت به؟ ألا يجب أن أستمتع الآن بحياة من السهولة والهدوء؟
اقترب هندباد من يده وقبّله باحترام ، فأجاب: سيدي، لقد عرفت بالفعل مخاطر مخيفة، مشاكلي لا تقارن بمشاكلك، وعلاوة على ذلك، فإن حصولك على ثروتك بحكمتك وصدقك يثبت أنك تستحقها، أتمنى أن تعيش طويلًا وسعيدًا في التمتع بها. ثم أعطاه السندباد مائة ترتر، ومن ثم أعده بين أصدقائه كما أنه جعله يتخلى عن مهنته كبواب، ويأكل يومياً على مائدته حتى يتذكر طوال حياته سندباد البحار.

.


شارك المقالة: